عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنه- قال: أن النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- دعا في الاستسقاء، فَقَالَ:(اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا، مَرِيئًا، مَرِيعًا، نَافِعًا، غَيْرَ ضَارٍّ، عَاجِلًا، غَيْرَ آجِلٍ. قَالَ: فَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِمْ السَّمَاءُ) رواه أبو داود.
قال النووي:"إسناده صحيح على شرط مسلم".
الغيث: المطر. المغيث: المنقذ من الشدة. المريء: المحمود العاقبة. المريع: الذي يأتي بالريع وهو الزيادة.
[فائدة: ٨]
في قوله -صلى الله عليه وسلم- (عاجلاً غير آجل) دليل على جواز سؤال الله عز وجل بهذه الصيغة.
ويمكن تقسيم الاستعجال في الدعاء إلى نوعين:
الأول: استعجال بمعنى طلب تعجيل المطلوب، وسؤال قرب وقوعه على أكمل وجه.
فهذا استعجال جائز بل محمود، لأنه من باب الطمع في كرم الله عز وجل وجوده وإحسانه، وهو سبحانه يرضى من عباده أن يقدروه حق قدره.
والثاني: استعجال مذموم، وهو استبطاء الإجابة، والتسخط على الله عز وجل، والتشكك في جوده وكرمه، والتذمر من عدم تحقق المراد، والله عز وجل لا يرضى أن يضيق قلب عبده المؤمن به.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:(يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، يَقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي). متفق عليه