وقد قال حَنْبَلُ بْنُ إسْحاقَ -رحمه الله-: «رَآنِي أحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وأنا أكْتُبُ خَطًّا دَقِيقًا، فَقالَ: لا تَفْعَلْ، أحْوَجُ ما تَكُونُ إلَيْهِ يَخُونُكَ» (١).
٤٤٠ - وَيَنْبَغِي ضَبْطُ الْحُرُوفِ الْمُهْمَلَهْ … بِنَقْطِهَا أَوْ كَتْبِ حَرْفٍ أَسْفَلَهْ
[٤٤٠] (وَيَنْبَغِي) أيْ: ينْدُبُ ندْبًا مؤكَّدًا (ضَبْطُ الْحُرُوفِ الْمُهْمَلَهْ) كالدالِ، والرَّاءِ، والصادِ، والطاءِ، والعينِ، ونحوِهَا، إلا الحاءَ، ولم يستَثْنِهَا كما استثْنَاهَا العراقِيُّ -رحمه الله-؛ لِوُضُوحِهَا؛ لأنَّهَا لو جُعِلَتْ تحتَهَا نقطةٌ لالْتَبَسَتْ بالجِيمِ، فترْكُ العَلَامةِ لها علامَةٌ، ثم اخْتُلِفَ في كيفيَّةِ ضبطها على سِتَّةِ أقْوَالٍ:
أشارَ إلى الأوَّلِ بقَوْلِهِ: (بِنَقْطِهَا) فيُجْعَلُ تحْتَ الدالِ، والراءِ، والسينِ، والصادِ، والعينِ: النُّقَطُ التي فوْقَ نظائِرِهَا، هذا قولُ بعضِهِمْ.
وأشارَ إلى الثاني بقوْلِهِ: (أَوْ) يُمَيِّزُهَا بـ (كَتْبِ حَرْفٍ) بفتْحِ الكافِ وسُكونِ التاءِ بمعنى: كتابَةِ حَرْفٍ (أَسْفَلَهْ) أيْ: تحتَ الحرفِ المُهْمَلِ؛ بِأَنْ يُجعلَ تحتَهُ حرفٌ صغيرٌ مِثْلُهُ.
(١) أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (٥٣٧).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute