للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٥٦ - [مُرَادُهُ أَعَلَى الصَّحِيحِ فَاحْمِلِ … أَخْذًا مِنَ الحَاكِمِ أَيْ فِي المَدْخَلِ]

[٥٦] (مُرَادُهُ) مبتدأٌ، أي: مَقصودُ ابنِ الأخرَمِ بقَولِه: لم يَفُتْهُما إلَّا القليلُ (أَعَلَى الصَّحِيحِ) خبرُ المبتدَأِ، أيِ: الحَديثِ الذي في الدَّرجةِ العُلْيا منَ الصِّحَّةِ، فكأنَّه قال: لم يَفُتْهُما من أصحِّ الصَّحِيحِ إلَّا القليلُ، (فَاحْمِلِ) عليه -أيُّها الطَّالبُ الماهِرُ، والمُحقِّقُ الباهِرُ- مرادَ ابنِ الأخرمِ، (أَخْذًا) أي: حالَ كَونِك آخذًا هذا الجوابَ (مِنَ) كلامِ (الحَاكِمِ) أبي عبدِ اللهِ مُحمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ النَّيسابوريِّ، المَعروفِ بابنِ البَيِّعِ (أَيْ) تَفسيرُه (فِي) كتابِه المُسمَّى بـ («المَدْخَلِ) إلى كتاب الإكليل»، والمعنى: أنَّ مرادَ ابنِ الأخرمِ -رحمه الله- في قَولِه: «ما فاتَهما إلَّا القليلُ» هو أصحُّ الصَّحِيحِ؛ لأنَّ الصَّحِيحَ مراتِبُ، وهذا الجَوابُ مأخوذٌ من تقسيمِ الحافِظِ أبي عبدِ اللهِ الحاكِمِ للحديثِ الصَّحِيحِ في كتابِه «المَدخَلِ» إلى عَشَرةِ أقسامٍ؛ فذَكَر منها في القسمِ الأوَّلِ الذي هو الدرجةُ الأولى اختيارَ الشَّيخَينِ … إلى آخِرِ الأقسامِ التي ذَكَرها، فتبيَّنَّا أنَّ ما فاتَهُما من هذا النَّوعِ قليلٌ، لا كثيرٌ؛ فحصَل الجوابُ، وللَّهِ الحمدُ.

<<  <   >  >>