الله صلى الله عليه سلم ما أدري.
قال زيد وقلمي رطب لم يجف حتى غشي النبي ﷺ الوحي ووقع فخذه على فخذي فكادت تندق من ثقل الوحي ثم خلا عنه فقال اكتب يا زيد غير أولى الضرر فقال يا أمير المؤمنين هذا حرف واحد بعث فيه جبريل والملائكة مسيرة خمسين ألف عام حتى أنزل على نبيه أفلا ينبغي لي أن أجله وأعزه؟ قال، فقال هارون قم بنا إلى منزلك.
فأتى هارون منزل مالك فدخل مالك واغتسل ولبس ثيابًا جددًا وتطيب ووضع مجامير فيها عود وجلس فقال هات، فقال هارون تقرأ علي.
ما قرأت على أحد منذ زمان.
قال فأخرج عني الناس حتى أقرأه عليك.
فقال مالك إن العلم إذا منع من العامة لأجل الخاصة لم تنتفع به الخاصة.
قال فأمر بعض أصحابه يقرأه فأمر المغيرة على مالك وفي رواية إن الذي قرأه له معن.
قال فكان هارون قد استند إلى جنب مالك فلما بدأ يقرأ له قال يا أمير المؤمنين من تواضع لله رفعه الله.
وفي رواية أبي مصعب من إجلال الله إجلال ذوي الشيبة المسلم.
فقام فقعد بين يديه فحدثه، فلما فرغ عاد إلى مكانه.
قال مالك: لما كان بعد مدة قال لي الرشيد: تواضعنا لعلمك فانتفعنا به، وتواضع لنا علم سفيان بن عيينة فلم تنتفع به.
وكان يأتيهم فيحدثهم.
قالوا وكان رجل قرشي ينتقص مالكًا ويقول بأي شيء هو أكبر منا؟ فلما قدم هارون وجلس الناس قالوا له هذا هارون ومالك يدخل وأنت تدخل فافعل ما فعل.
وأرسلوا معه من ينظر، فتقدم مالك فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، عمك مالك بن أنس أين يجلس؟ قال: ها هنا تجلس.
وأقبل الرجل خلفه فقبل يدي هارون، فقال هارون لمالك إن رأيت أن تأتي ولديك فتحدثهم يعني ابني هارون.
قال فما رد عليه مالك شيئًا حتى خلا من عنده، فتول إليه فقال أنشدك الله يا أمير المؤمنين أن لا تكون أول من أجرى على يديك ذل العلم.