فلما انصرف مالك ركبا إليه ونزلا ودقا الباب فلم يفتح لهما فتركا فجلسا على
الباب والريح تضرب وجوههما بتراب العقيق فلما أيسا انصرفا.
قال بعضهم قدم الرشيد المدينة ومالك عليل فبعث إليه أن يأتيه ليسأله عن مسألة، فقال أنا عليل فقال لا بد من لقائك ووجه إليه محفة وحمله على أيدي الخدم.
فلما دخل قام إليه الفضل بن الربيع فسأله عن مسألة فقال مالك يا وغد إليك حملت؟ لأخبرن أمير المؤمنين.
فأكب عليه الفضل يقبله ويستعطفه فلما دخل قام إليه الفضل بن الربيع فسأله عن مسألة فقال مالك يا وغد إليك حملت؟ لأخبرن أمير المؤمنين.
فأكب عليه الفضل يقبله ويستعطفه فلما دخل إلى هارون سأله عما أراد.
وقال مطرف وابن نافع وغيرهما وبعضهم يزيد على بعض، لما قدم هارون المدينة وجه إلى مالك البرمكي وقال له قل له احمل لي الكتاب الذي صنفته حتى أسمعه منك فوجد من ذلك مالك واغتم وقال للبرمكي إقرئه السلام وقل له العلم يزار ولا يزور، وإن العلم يؤتى ولا يأتي فرجع البرمكي إلى هارون فأخبره بذلك، فغضب وأشار عامة أصحاب مالك أن يأتي هارون وقال البرمكي للرشيد يبلغ أهل العراق أنك وجهت إلى مالك فخالفك.
أعزم عليه حتى يأتيك فإذا بمالك قد دخل فسلم وليس معه كتاب، فقال له هارون في ذلك فقال مالك يا أمير المؤمنين إن الله تعالى بعث إلينا محمدًا ﷺ وأمر بطاعته واتباع سنته وأن نرعاه حيًا وميتًا وقد جعلك في هذا الموضع لعلمك فلا تكن أول من ضيع العلم فيضيعك الله.
الله لقد رأيت من ليس هو في حسبك ولا نسبك من الموالي وغيرهم يعز هذا العلم ويجله ويوقر حملته فأنت أحرى أن، تجل علم ابن عمك، ولم يزل يعدد عليه حتى بكى.
ثم قال له حدثني الزهري وذكر حديث ذيل بن ثابت، كنت أكتب بين يدي رسول
الله ﷺ لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله وابن أم مكتوم عند النبي ﷺ فقال يا رسول الله قد أنزل الله تعالى في فضل الجهاد ما أنزل وأنا رجل ضرير فهل لي من رخصة، فقال رسول