قال وما ذاك.
قال أدركت أهل العلم يؤتون ولا يأتون.
فقال له أصبت بل يأتوك.
وخرج مالك.
فقال هارون هذا الذي تلومونني فيه ما رأيت رجلًا اعقل منه، قلت له آنفًا فلم يرد على شيء كراهية أن يخرج منه شيء في ذلك الجمع فلما خلوت خرج لي عما في نفسي مروا له بكذا وكذا جائزة، فكانوا بعد يقولون للقرشي كيف ترى؟ فيقول ذلك رجل معصوم.
قال مطرف دخل مالك على هارون في بعض حاجته فقال له هارون أريد أن تأتيني فتقرأ على كتابك.
فقال مالك العلم يؤتى ولا يأتي.
قال فأرسل إلي من ينسخها قلت نعم.
قال ابن مهدي مشيت مع مالك يومًا إلى العقيق من المسجد فسألته عن حديث
فانتهرني، وفي رواية فالتفت إلي وقال لي كنت في عيني أجل من هذا، أتسألني عن حديث رسول الله ﷺ ونحن نمشي.
فقلت إنا لله ما أراني إلا وقد سقطت من عينه.
فلما قعد في مجلسه بعدت منه فقال ادن ها هنا فدنوت فقال قد ظننت أنا أدبناك تسألني عن حديث رسول الله ﷺ وأنا أمشي سل عما تريد هاهنا.
قال ابن مهدي وسألوا مالكًا بالموسم وهو قائم فلم يحدثهم قال أبو مصعب وسأله جرير بن عبد الحميد القاضي عن حديث وهو قائم فأمر بحبسه.
فقيل له إنه قاض فقال القاضي أحق أن يؤدب احبسوه فحبس إلى الغد.
قال عبد الله بن صالح كان مالك والليث لا يمسان الحديث إلا وهما طاهران.
قال المروي كان مالك إذا جلس معنا كأنه واحد ينبسط معنا في الحديث وهو أشد تواضعًا منا له.
فإذا أخذ في الحديث تهيبنا كلامه كأنه ما عرفنا ولا عرفناه.
ولما حج هاشم بن جريج وهو حدث أتى مالك بن أنس وقد رحل الناس بورقتين من حديث، فقال له: أقرأ هذه الأحاديث فقد مضى الناس.
فقال