للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باطلًا.

وأخذ بيده فمضى إلى قبر النبي ، فقال أخبرني عن مكان أبي بكر وعمر من النبي فقال كان محلهما منه في حياته كمحلها منه بعد وفاته.

قال هشام بن عيسى لما قدم هارون المدين دعا مالكًا.

فقال مالك: منكم خرج هذا العلم وأولى الناس بإعظامه ومن إعظامكم له ألا تدعوا حملته إلى أبوابكم.

قال قد فعلت يا أبا عبد الله.

وقال بعضهم حج المهدي فدخل المدينة فسار إليه مالك وأظهر من بره وإعظامه

وأمر ابنيه موسى وهارون أن يسمعنا منه.

فبعثوا إليه فلم يصل إليهم وأعلموا المهدي فبعث إليه لم يأتهم؟ فقال يا أمير المؤمنين العلم أهل لأن يوقر ويؤتى.

قال، صدق.

سيروا إليه.

فلما حضروه قالوا له إقرأ علينا.

قال إن هذا البلد إنما يقرأ فيه على العالم كما يقرأ الغلام على المعلم فإذا أخطأ فتاة فانصرفوا عنه، وأعلموا المهدي.

فبعث إليه.

فقال امتنعت أن، تصير إليهم فصاروا إليك فامتنعت أن، تقرأ عليهم.

قال يا أمير المؤمنين سمعت ابن شهاب يقول جمعنا هذا العلم من رجال في الروضة، وهم سعيد بن المسيب وأبو سلمة وعروة والقاسم وسالم وخارجة وسليمان ونافع ثم نقل عهم ابن هرمز وأبو الزناد وربيعة والأنصار وبحر العلم ابن شهاب وكل هؤلاء يقرأ عليهم ولا يقرأون.

قال المهدي اذهبوا فاقرأوا، ففي هؤلاء قدوة.

فكان مؤدبهم يقرأ عليهم.

وفي رواية ابن نافع في هذا الحديث لما دخل مالك على هارون رفع مجلسه وقال لابنيه قوما فاجلسا بين يدي عمكما فقاما فجلسا بين يدي مالك.

فقال حدثهما فتغير وجه مالك ثم التفت إلى هارون وقال أن الله رفعك وجعلك في موضعك الذي أنت فيه للعلم، فلا تكن أول من يضع عز العلم فيضع الله عزك فالتفت هارون إلى ابنيه وقال لهما قوما فإذا مضى عمكما فأتيا

<<  <  ج: ص:  >  >>