للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْعَلاءِ، عَنْ عمِّه خَالِدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) فِي الرَّجُلِ يَعُقُّ والدَيْهِ أَوْ أحدَهُمَا، فَيَمُوتَانِ، فَيَأْتِي قبرَهُ كلَّ ليلةٍ؟

قَالَ أَبِي: هَذَا إسنادٌ مضطربٌ، ومَتْنُ الحديثِ منكرٌ جِدًّا؛ كَأَنَّهُ موضوعٌ (١) .

٢١١٧ - وسألتُ (٢) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوبُ بْنُ سُوَيد (٣) ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سُرَاقة بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : خَيْرُكُمُ المُدَافِعُ عَنْ عَشِيرَتِهِ مَا لَمْ يَأْثَمْ؟

قَالَ أَبِي: رَوَى ابنُ وَهْب، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ؛ قَالَ: سمعتُ سَعِيدَ بْنِ الْمُسَيِّبِ - وَلَمْ أسمعْ مِنْهُ غيرَهُ - يقول (٤) : لا رِبَا إِلا فِيمَا يُكَالُ ويُوزَنُ مِمَّا يُؤكَلُ ويُشْرَبُ.

قَالَ أَبِي: فَقَدْ أفسَدَ هَذَا الحديثُ حديثَ أيُّوب، وَقَدْ كنتُ أسمَعُ مِنْذُ (٥) حينٍ يُذكرُ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِين أنَّه سُئل عَنْ أيُّوبَ بْنِ سُويد؟ فَقَالَ: «لَيْسَ بِشَيْءٍ» . وسعيدُ بنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ سُرَاقَةَ لا يَجِيءُ، وَهَذَا حديثٌ موضوعٌ؛ بابةُ (٦) حديثِ الواقديِّ (٧) .


(١) ذكر الشيخ ناصر الدين الألباني _ح هذا الحديث في "الضعيفة" (٤٩) ، وأيَّد حكم أبي حاتم عليه بالاضطراب والوضع.
(٢) ستأتي هذه المسألة برقم (٢١٨٠) .
(٣) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (٥١٢٠) وجاء فيها عن أسامة بن زيد أنه سمع سعيد بن المسيب يحدث، به.
(٤) في (أ) و (ش) : «قال» بدل: «يقول» .
(٥) في (ش) : «منه» بدل: «منذ» .
(٦) في (أ) و (ش) : «بابه» .
(٧) قال أبو داود في الموضع السابق: «أيوب بن سويد ضعيف» .
وقال المنذري في "مختصر السنن" (٨/١٨) : «في إسناده أيوب بن سُويد، أبو مسعود الحِمْيَري السَّيباني قدم مصر وحدَّث بها. قال أبو داود - في رواية ابن العبد-: «أيوب بن سويد، وهو ضعيف» . وقال يحيى ابن معين: «ليس بشيء، كان يسرق الأحاديث» . وقال عبد الله بن المبارك: «ارْمِ به» ، وتكلم فيه غير واحد. وفي سماع سعيد بن المسيب من سراقة المدلجي نظر؛ فإن وفاة سراقة كانت سنة أربع وعشرين على المشهور، ومولد سعيد بن المسيب سنة خمس عشرة على المشهور. وقد روي عن الإمام مالك: أن مولد سعيد ابن المسيب لثلاث سنين بقيت من خلافة عمر، وقُتل عثمان وهو ابن أربع عشرة سنة؛ فيكون مولده - على هذا - سنة عشرين، أو إحدى وعشرين؛ فلا يصحُّ سماعه منه. والله عز وجل أعلم» .
وضعفه ابن مفلح في "الآداب الشرعية" (١/٨٨) ، وانظر "السلسلة الضعيفة" للألباني (١٨٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>