للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وابنِ مهديٍّ (١) ، عَنْ سالمِ بْنِ نُوحٍ (٢) - عَنْ سعيدٍ (٣) ، عَنْ قتادةَ (٤) ، عَنْ أنسٍ؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ (ص) : الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى.

فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ بِهَذَا الإسنادِ (٥) ، وبَيَانٌ شيخٌ مجهولٌ (٦) .


(١) هو: عبد الرحمن.
(٢) قوله: «ويحيى بن سعيد ... » كذا في جميع النسخ، والمراد: أن بيان بن عمرو روى هذا الحديث عن يحيى ابن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن سالم بن نوح، ورواه بيان بن عمرو أيضًا عن سالم بن نوح بلا واسطة، وبيان معروف بالرواية عن هؤلاء الثلاثة: يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وسالم ابن نوح؛ كما في "الجرح والتعديل" (٢/٤٢٥ رقم ١٦٨٨) وغيره.
(٣) هو: ابن أبي عروبة.
(٤) قوله: «عن قتادة» مكرر في (أ) .
(٥) قيّد أبو حاتم إعلاله بهذا الإسناد؛ لأن البخاري أخرجه في "صحيحه" (١٢٥٢ و١٢٨٣ و١٣٠٢ و٧١٥٤) ، ومسلم (٩٢٦) ، لكن من طريق ثابت بن أسلم الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، به.
(٦) كذا قال أيضًا في "الجرح والتعديل" (٢/٤٢٥) .
وروى ابن عدي هذا الحديث في "الكامل" كما سبق ثم قال: «قال البخاري: فذكرته لعلي بن المديني، فقال: ليس هذا الحديث عندنا بالبصرة» . ثم قال ابن عدي: «وهذا لم يحدث به عن سالم بن نوح غير أهل بخارى؛ بيان بن عمرو، وحنش بن حرب، بخاريان، وما أعلم حدث به عن سالم غيرهما» .
وقال الذهبي في "الميزان" (٢/٧٤) بعد أن ذكر قول أبي حاتم: «الآفة من غيره، وإلا فهو صدوق» .
وقال ابن حجر في "هدي الساري" (ص٣٩٣) : «بيان ابن عمرو البخاري العابد شيخ البخاري، أثنى عليه ابن المديني ووثقه ابن حبان وابن عدي، وقال أبو حاتم: مجهول، والحديث الذي رواه عن سالم بن نوح باطل. قلت: ليس بمجهول من روى عنه البخاري وأبو زرعة وعبيد الله بن واصل، ووثقه من ذكرنا، وأما الحديث فالعهدة فيه على غيره؛ لأنه لم ينفرد به كما قال الدارقطني في "المؤتلف والمختلف"» . وقال في "تهذيب التهذيب" (١/٢٥٦) : «وجهالة بيان = = ارتفعت برواية هؤلاء عنه، وعدالته ثبتت أيضًا، والحديث لم ينفرد به؛ فقد قال الدارقطني: إنه تابعه عليه حنش بن حرب الخراساني عن سالم بن نوح، وكذا قال ابن عدي في ترجمة سالم بن نوح» .
فظهر مما سبق: أن هذا الحديث مما يستغرب ويستنكر بهذا الإسناد، لكن أبا حاتم يرى أن التبعة فيه على بيان ابن عمرو، وقد يؤيده استغراب علي بن المديني لبعض أحاديثه التي يرويها عن البصريين. وأما الدارقطني فذكر أنه تابعه حنشُ بن حرب على هذا الحديث، وهذا ما جعل الذهبي وابن حجر لا يسلِّمان بتجهيل أبي حاتم له، وأشار الذهبي إلى أن الآفة في هذا الحديث من غيره، وصرّح بذلك في "تاريخ الإسلام" (١٦/١١٦) بعد أن ذكر كلام أبي حاتم فقال: «قلت: قوله: مجهول: ممنوع، وأما في الحديث الذي رواه، فسالم [يعني: ابن نوح] له مناكير لعلّ هذا منها؛ قال فيه ابن معين: ليس بشيء، قلت: ولهذا لم يخرِّج له البخاري، وخرّج له مسلم» .

<<  <  ج: ص:  >  >>