(٢) أي: العصير المطبوخ. وهو فارسيٌّ معرب، أصله: «ميبُخْتَه» : «مي» شراب أو خمر، و «بخته» : مطبوخٌ. وهو اسم لما حُمل على النار وطُبخ إلى الثلث. رخص فيه النخعي وكان يشربه مع عَكَره خيفة أن يصفِّيه فيشتد ويسكر. قال أبو عبيد: «وهو الذي يسميه الناس = = اليوم «الجمهوريَّ» ، وهو إذا غلَى وقد جعل فيه الماء، فقد عاد إلى مثل حاله الأولى لو كان غلى وهو عصير لم يخالطه الماء؛ لأن السكر الذي كان زايَله (فارقَه) أُراه قد عاد إليه، وإن الماء الذي خالطه لا يُحِل حرامًا ... فإذا عاوده ما كان فارقه، فما أغنت عنه النار والماء، وهل كان دخولهما ههنا إلا فضلاً؟!» . اهـ. وهو قريب مما ذكره المحبي عن أبي حنيفة الدينوري. وظاهر كلام أبي عبيد أنه لا يرخص فيه. انظر "غريب الحديث" لأبي عبيد (١/٣٩٦-٣٩٧) ، و"النهاية" (١/١٠١ و٣١٢) ، و"قصد السبيل" (ص٢٥٦) . (٣) في (أ) و (ش) : «فانتبه» . وفي ضوء ما نقل عن أبي عبيد في التعليق السابق، يمكن أن تفهم عبارة مجاهد هنا، على أنه لا يرخِّص فيه، ويقول بأن السكر الذي كان «نائمًا» فيه خافيًا، «تنبَّه» وظهر بالغليان مرة أخرى، والله أعلم. (٤) لم تنقط الزاي في (أ) و (ش) . وانظر "تهذيب التهذيب" (٢/٣١٢) . (٥) وعلى هذا الوجه الذي رجحه أبو زرعة أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٢٤٠٣٨) من طريق إسحاق بن سليمان، عن عبد الله بن جابر، عن مجاهد. وروى الخطيب في "الموضِح" (١/٢٩٥) عن علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده: قال أبو زكريا [يعني: يحيى بن معين] أبو خازم: عبد الرحمن بن خازم، حدث عنه فضيل بن غزوان، عن مجاهد في نبيذ البختج، حدثنا وكيع عنه. قلت لأبي زكريا: إن قبيصة حدثناه عن سفيان، عن عبد الله بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي خَازِمٍ، عن مجاهد، فأنكره أبو زكريا؛ وقال: حدثناه إسحاق الرازي، عن عبد الله بن جابر، عن مجاهد، ليس بينهما أحد. قال أبو زكريا: وأرى قبيصة سمع من سفيان حديث عبد الله بن جابر، عن مجاهد، وحديث فضيل، عن أبي خازم، فأدخل حديث هذا في هذا» .