للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قَالَ: يَعْنِي فِي استِكراه (١) .

١٢٩٣- وسألتُ (٢) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ بْنُ مَنْصُورٍ (٣) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ عَاصِمٍ (٤) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (٥) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ مِثْلَ حَدِيثِ يَحْيَى (٦) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: فِي الرَّجُلِ لا يَقدِرُ أَنْ يُنفِقَ عَلَى امرأتِه، قَالَ: يُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا؟

قَالَ أَبِي: وَهِمَ إسحاقُ فِي اخْتِصَارِ هَذَا الحديثِ؛ وَذَلِكَ أنَّ الحديثَ إِنَّمَا هُوَ: عَاصِمٌ (٧) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن


(١) يروى لفظ: «غَلَاق» بهمزة في أوَّله: «إغلاق» ، وهو الأشهر. والأشهر تفسيره بالإكراه، والغلاق: اسم منه؛ لأن المغلَقَ مكره عليه في أمره، ومضيَّقٌ عليه في تصرُّفه؛ كأنه يغلق عليه الباب ويحبس ويضيق عليه حتى يطلق، وقال قوم: هو الغضب، وقيل: معناه النهي عن إيقاع الطلاق الثلاث في دفعة واحدة. وانظر "مشارق الأنوار" (٢/١٣٤) ، و"الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي" (ص٢٢٥) ، و"تهذيب اللغة" (٨/٣٦) ، و"النهاية" (٣/٣٧٩-٣٨٠) ، و"الفتح" (٩/٣٨٩) .
وقد توسَّع الإمام ابن قيم الجوزية في تفسير الغِلاق والإغلاق في كتابه النفيس "إغاثة اللَّهفان، في حكم طلاق الغَضْبان" (ص ٣٦-٣٩) .
(٢) نقل بعض هذه المسألة: ابن الملقن في "البدر المنير" (٥/ق ٥/أ) .
(٣) هو: السلولي. وروايته أخرجها الدارقطني في "السنن" (٣/٢٩٧) ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (٧/٤٧٠) .
(٤) في (أ) و (ش) : «حماد بن سلمة وعاصم» .
(٥) هو: ذكوان السَّمَّان.
(٦) قوله: «يحيى» ليس في (أ) و (ش) .
(٧) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (٣٣٦٣) من طريق حماد بن سلمة، والبخاري في "الأدب المفرد" (١٩٦) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (١٧) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (٢٤٣٦) من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن عاصم به.
ورواه البخاري في "صحيحه" (٥٣٥٥) من طريق الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة به.
ورواه أيضًا (٥٣٥٦) من طريق ابن شهاب، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هريرة به. وقوله في الحديث: «تقول امرأتك» هو موقوفٌ من قول أبي هريرة، ويبينه رواية أحمد في "مسنده" (٢/٥٢٤ رقم ١٠٧٨٥) من طريق أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) : قال: «خيرُ الصَّدَقة ما كان عن ظَهْر غِنى، واليدُ العُليا خيرٌ من اليدِ السُّفْلى، وابدَأ بمَنْ تَعول» . قال: سئل أبو هريرة: ما «مَنْ تَعول» ؟ قال: امرأتُك تقول ... الحديث.
وفي رواية البخاري في "صحيحه" (٥٣٥٥) : «فقالوا: يا أبا هريرة، سمعتَ هذا من رسول الله (ص) ؟ قال: لا، هذا من كيس أبي هريرة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>