للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي آخر حديث نعمان بن بشير؛ فقال -عليه السلام-: «اتَّخِذْهُ مِنْ الوَرِقِ وَلَا تَزِدْهُ عَلَى مِثْقَالٍ وَتَخَتَّمْ بِالْيَمِيْنِ» (١).

(ويجعل الفَصَّ إلى باطن كَفِّه) (٢)، وفي "الجامع الصّغير" لقاضي خان/: وإذا تختم بالفضّة ينبغي أن يكون الفصُّ إلى باطن الكف لا إلى ظهرها بخلاف النساء، ويجعله في اليد اليسرى، وقوله -عليه السلام-: «اجْعَلْهَا فِيْ يَمِيْنِكَ» (٣) كان في الابتداء ثم صار ذلك من علامات أهل البغي (٤).

[شَدُّ الأسنان بالذَّهَب والفضة]

(وعن أبي يوسف/: مثل قول كلٍّ منهما (٥) (٦) فإنّ المشائخ -رحمهم الله- اختلفوا في قول أبي يوسف/، منهم من ذكر قوله مع أبي حنيفة [/] (٧)، [هكذا] (٨) ذكر الكرخي (٩)، وذكر في "الإملاء" (١٠) قوله مع محمّد/ (١١).


(١) لم أقف عليه مرويَّاً عن النعمان بن بشير ولا بهذا اللفظ، وإنما الذي وجدتُهُ هو ما أخرجه أبو داود، والترمذي بزيادةٍ، والنسائي؛ ثلاثتهم عن ابن بُريدة.
- فقد أخرجه أبو داود (٦/ ٢٨١) كتاب (الخاتم) باب (في خاتم الحديد) برقم (٤٢٢٣) بِسَنَدِه: عن عبدِ الله بنِ مسلم أبي طَيْبةَ السُّلميِّ المروزيِّ، عن عبدِ الله بنِ بُريدة عن أبيه: أن رجلاً جاء إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وعليه خاتِمٌ من شَبَهٍ، فَقَالَ لَهُ: «مَا لِيْ أَجِدُ مِنْكَ رِيْحَ الْأَصْنَامِ؟» فَطَرَحَهُ، ثُمَّ جَاءَ وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ حَدِيْدٍ، فَقَالَ: «مَا لِيْ أَرَى عَلَيْكَ حِلْيَةَ أَهْلِ النَّارِ؟» فَطَرَحَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ الله، مِنْ أَيِّ شَيْءٍ أتَّخِذْهُ؟ قَالَ: «اتَّخِذْهُ مِنْ وَرِقٍ، وَلَا تُتِمَّهُ مِثْقَالًا»، وإسناده ضعيفٌ لِضَعْفِ عبدِ الله بنِ مسلم أبي طَيْبةَ السُّلميِّ المروزيِّ، قال عنه ابن حبان في "الثقات": يخطئ وَيُخَالف. يُنْظَر: الثقات لابن حبان (٧/ ٤٩).
- وأخرجه الترمذي (٤/ ٢١٨) برقم (١٧٨٥) وقال: هذا حديثٌ غريب.
- والنسائي في الصُّغرى (٨/ ١٧٢) برقم (٥١٩٥)، وفي الكُبرى (٨/ ٣٨٦) برقم (٩٤٤٢) وقال: هذا حديثٌ مُنْكَر.
(٢) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٤٨٥).
(٣) لم أقف عليه.
(٤) يُنْظَر: المحيط البرهاني في الفقه النعماني (٨/ ٥٠)، البناية شرح الهداية (١٢/ ١١٨)، رد المحتار على الدر المختار (٦/ ٣٦١).
(٥) أي: مثل قول أبي حنيفة ومحمد بن الحسن -رحمهما الله-، حيث قال في الهداية في شرح البداية: ("ولا تشد الأسنان بالذهب وتشد بالفضة" وهذا عند أبي حنيفة، وقال محمد: لا بأس بالذهب أيضًا، وعن أبي يوسف مثل قول كل منهما). يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٤٨٥).
(٦) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٤٨٥).
(٧) في (أ): -رضي الله عنه-.
(٨) في (ب): (هذا).
(٩) الكرخي: هو عبيد الله بن الحسين بن دلال بن دلهم أبو الحسن الكرخي، فقيهٌ حنفي، انتهت إليه رياسة الحنفية بالعراق، كان كثير الصوم والصلاة صبورا على الفقر والحاجة، تُوُفَّيَ بالفالِج سنة ٣٤٠ هـ، من تصانيفه: "شرح الجامع الصغير"و"شرح الجامع الكبير"، ومختصرٌ في فروع الفقه الحنفي يُعْرَفُ بـ"مختصر الكرخي"، وشَرَحَهُ الإمام أبو الحسين أحمد بن محمد القدوري، وهذا الشرح لايزال مخطوطًا، ومِنْهُ نُسخةٌ في مكتبة (داماد إبراهيم باشا) باسطنبول برقم (٥٦٣)، وقد حُقِّقَت أجزاءٌ منه في مشروعٍ لنيل درجة الدكتوراة من المعهد العالي للقضاء في جامعة الإمام بالرياض، وحتى الآن لم تُطْبَع. ويُنْظَر: الجواهر المضية (١/ ٣٣٧)، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (٢/ ١٦٣٤)، الأعلام للزركلي (٤/ ١٩٣)
(١٠) الإملاء: هنا "إملاء" أبي يوسُف برواية بشر بن الوليد القاضي، وهو يحتوي على ستةٍ وثلاثين كتاباً مما فرَّعَهُ أبو يوسُف، قال أبو محمد العيني في كتابه "البناية شرح الهداية": (وقال الكرخي/ في "مختصره": قال بشر عن أبي يوسف/ في كتاب الأشربة من "الإملاء": ولو أن رجلا تحركت ثنيته ولم تسقط فخاف سقوطها فشدها بذهب أو فضة لم يكن به بأس في قول أبي حنيفة/ في رواية). يُنْظَر: البناية شرح الهداية (١٢/ ١١٩)، الفهرست لابن النديم (ص ٢٥٣).
- قال حاجي خليفة: (الأمالي جَمْعُ إملاء، وهو: أن يقعد عالِمٌ وحَوْلَهُ تلامذتَهُ بالمحابر، والقراطيس، فيتكلم العالم بما فتح الله -سبحانه وتعالى- عليه من العلم، ويكتبه التلامذة، فيصير كتابا، ويسمونه: الإملاء، والأمالي، وكذلك كان السلف من: الفقهاء، والمحدثين، وأهل العربية، وغيرها، في علومهم، فاندرست لذهاب العلم والعلماء، وإلى الله المصير)، وقال ابن عابدين في شرح مقدمة "الدر المختار": (والأمالي: جمع إملاء، وهو ما يقوله العالم بما فتح الله تعالى عليه من ظهر قلبه ويكتبه التلامذة وكان ذلك عادة السلف). يُنْظَر: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (١/ ١٦٠)، رد المحتار على الدر المختار (١/ ٦٩).
(١١) يُنْظَر: الجامع الصغير وشرحه النافع الكبير (ص ٤٧٧)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (٥/ ١٣٢)، البناية شرح الهداية (١٢/ ١١٩).