للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تَلَقِّي الرُّكْبان، والتلبيس عليهم في السِّعْر]

(فإن لبَّس فهو مكروه في الوجهين) (١) أي: الإضرار وعدم الإضرار (٢).

(«وَبَرِئَ اللهُ مِنْهُ» (٣) (٤) أي: خذله الله (٥).

[تسعير السُّلْطان]

(ولا ينبغي للسُّلطان أن يسعّر على النّاس) (٦)، ولكن السّلف الصّالحين كانوا يريدون [السَّعة] (٧) للمسلمين، حتّى حُكِيَ عن أبي حفص الكبير/ أنَّ سِعْر الطّعام قد [علا] (٨) ببخارى (٩) في عهده، وكان أبو حفص/ يدفع الدّراهم إلى أُمَنائه ليقوموا على الطُّرُقِ خارج البلدة ثم الرُّسْتاقي (١٠) إذا جاء بالطّعام يقولون له بكم تريد أن تبيع طعامك [فكان] (١١) يقول بسعر الْجُوْلَق (١٢) [فيقولون] (١٣) له سعر الجُوْلَق خمسون درهمًا لكلّ وِقْرٍ (١٤) من الحِنْطَة (١٥)، فخذ ههنا عشرة دراهم وبع طعامك في الجُوْلَق بأربعين درهمًا، ففعلوا ذلك حتّى وقع الخبر في الْمِصْر أنّ الطّعام قد رخص، [فصار] (١٦) ثمن وِقْرِ الحِنْطَة أربعين، فنقلوا طعاماً كثيراً، واجتمع الطّعام الكثير بالجُوْلَق [فرخُص] (١٧) الطّعام بحسن نِيَّتِه، كذا ذكره الإمام المحبوبي (١٨).


(١) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٥٠٢).
(٢) يُنْظَر: المحيط البرهاني في الفقه النعماني (١٠/ ٣٨٠)، العناية شرح الهداية (١٠/ ٥٨)، حاشية ابن عابدين على الدر المختار (٦/ ٣٩٩).
(٣) جزءٌ من حديثٍ أخرجه أحمد في "مسنده" (٨/ ٤٨١) كتاب (مسند المكثرين من الصحابة) باب (مسند عبدالله بن عمر رضي الله عنهما) برقم (٤٨٨٠) قال: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: «مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، وَبَرِئَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُ، وَأَيُّمَا أَهْلُ عَرْصَةٍ أَصْبَحَ فِيهِمُ امْرُؤٌ جَائِعٌ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ تَعَالَى».
- قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: في إسناده مقال. يُنْظَر: فتح الباري لابن حجر (٤/ ٣٤٨).
- وقال الألباني: وهو حديث منكر؛ كما قال أبو حاتم في "العلل"، وقد أعله كثير من الحفاظ بـ (أصبغ) هذا، والعلة من شيخه المجهول، وقد أخطأ بعضهم فقوى الحديث. يُنْظَر: علل الحديث لابن أبي حاتم (٣/ ٦٦٤ - ٦٦٥)، سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني (٧/ ١٠٨٩).
- وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (٢/ ١٤) برقم (٢١٦٥) بسند آخر: عمرو بن الحصين العقيلي، حدثنا أصبغ ابن زيد الجهني، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرة الحضرمي، عن ابن عمر، وقال الذهبي: عمرو بن الحصين العقيلي تركوه، وأصبغ بن زيد الجهني فيه لين. يُنْظَر: المستدرك على الصحيحين للحاكم (٢/ ١٤).
(٤) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٥٠٢).
(٥) يُنْظَر: حاشية ابن عابدين على الدر المختار (٦/ ٣٩٨).
(٦) يُنْظَر: بداية المبتدي (ص ٢٢٤).
(٧) في (ب): (الشفعة).
(٨) في (ب): (غلا).
(٩) بُخَارَى: مَدِيْنَةٌ عَظِيْمَةٌ مِنْ أَعْظَمِ مُدُنِ مَا وَرَاءَ النَّهْرِ، تَتَخَلَّلُهَا الْأَنْهَارُ، عَظِيْمَةُ الْبَسَاتِيْنِ، وَيُنْسَبُ إِلَيْهَا خَلْقٌ كَثِيْرٌ مِن أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِيْنَ فِي فُنُوْنٍ شَتَّى. يُنْظَر: معجم البلدان للحموي (١/ ٣٥٣ - ٣٥٥).
(١٠) الرُّسْتاقي: مِنْ رُسْتاق، وهو فارسيٌ مُعَرَّب، وهو السَّوادُ والقُرى، أي ما كان خارج الْمُدُن، فالرُّستاقِيُّ هو القادِم من خارج المدينة كالجُلَّب. يُنْظَر: الصحاح للجوهري (٤/ ١٤٨١)، تاج العروس للزبيدي (٢٥/ ٣٣٣ - ٣٣٤)، لسان العرب (١٠/ ١١٦).
(١١) في (أ): (وكان).
(١٢) الجُوْلق: مُفْرَد جَوَالِق، وِعاءٌ كبيرٌ يُوْضَعُ فيه الْحُبوبُ والطَّحِين. يُنْظَر: الصحاح للجوهري (٤/ ١٤٥٤)، تاج العروس (٢٥/ ١٢٩)، تكملة المعاجم العربية (٢/ ٢٥٧).
(١٣) في (ب): (فيقول).
(١٤) الوِقْرُ: بالكسر الحِمْلُ، وأكثر ما يُستَعْمَل الوِقْرُ في حِمْلِ البَغْلِ والحمارِ، والوَسْقُ في حملِ البعيرِ، ولهذا فبعضهم يُسَمُّونَ الوَسْق الوِقْر. يُنْظَر: الصحاح للجوهري (٢/ ٨٤٨)، (٦/ ١٣٢)، الْمُغْرِب في ترتيب الْمُعرب (ص ٥٣٣)، لسان العرب (١٠/ ٣٧٩).
(١٥) الحِنْطَة: البُرُّ. يُنْظَر: الصحاح للجوهري (٣/ ١١٢١)، القاموس المحيط للفيروزآبادي (١/ ٦٦٣)
(١٦) في (ب): (وصار).
(١٧) في (ب): (ورخص).
(١٨) لم أجِد هذه الحِكاية.