للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأمّا ما استشهدوا به من الأبيات وهي:

أَنَكَحتُ صُمَّ حَصَاهَا خُفَّ يَعْمَلَة … تَغَشْمَرَتْ بِي إلَيكَ السَّهْلُ وَالْجَبَلَا (١)

فهو للمُتَنَبِّي (٢).

يقال: انكحوا بحصى أخفاف الإبل إذا ساروا الْيَعْمُلَةُ الناقة النجيبة المطبوعة على العمل (٣) و [التَّغَشْمُرُ] (٤) الأخذ قهراً (٥)، وقوله -عليه السلام-: «[نعم] (٦) الختن (٧) القبر» (٨) فكله محال، وأمّا تفسيره شرعًا فعبارة عن وجود ركن النكاح عند وجود شروطه.

[أو نقول النكاح شرعًا عبارة عن عقد يجري بين الشّخصين لإرادة استمتاع الرجل من المرأة مقصودًا، فقولنا عقد يجري بين الشخصين جنس يدخل تحته البياعات والإجارات والشركات والنكاح وغيرها، وكذلك لفظ الشّخصين يتناول العاقدين سواء كانا رجلين أو امرأتين أو أحدهما رجل والآخر امرأة اصليين كانا أو نائبتين وقولنا لإرادة استمتاع الرّجل من المرأة فصل حيث يقع به الاحتراز عن سائر التّصرفات سوى النكاح ولكن يحتمل سوى المادية للتَّسَرِّي (٩).


(١) الصُّمُّ: جَمْعُ أَصَمَّ وهو الصَّخْرُ الَّذي لَا خَرْقَ فِيه وَلَا صَدْعَ. والبيت من بحر (البسيط).
يُنْظَر: طلبة الطلبة (١/ ٣٨).
(٢) المُتَنَبِّي: أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أَبُو الطَّيِّب المُتَنَبِّي: أحد مفاخر الشعر العربيّ. امتاز شعره بالأمثال والحكم، ولد بالكوفة سنة (٣٠٣ هـ)، ومات سنة (٣٥٤ هـ).
يُنْظَر: سير أعلام النبلاء (١٦/ ١٩٩ - ٢٠١)، الأعلام (١/ ١١٥).
(٣) يُنْظَر: الصحاح (٥/ ٥٣)، القاموس المحيط (١/ ٤٨)، المغرب (٢/ ٣٢٧).
(٤) غير واضحة في (أ)، وفي (ب): (التَّغَشْمُرُ) وهو ما أثبتناه.
(٥) يُنْظَر: المغرب (١/ ٤٧٣)، شرح ديوان المتنبي (١/ ١٤)، لسان العرب (٥/ ٢٣).
(٦) زبادة من (ب).
(٧) الختن: (الختن عِنْدهم من قبل الْمَرْأَة مثل الْأَخ، وَالْأَب وكل من كَانَ من قبلهَا. وَأما عِنْد الْعَامَّة فختن الرجل زوج ابْنَته والصهر من قبل الزَّوْج، وَقيل: الختن الزَّوْج وَمن كَانَ ذَوي رَحمَه، والصهر من قبل الْمَرْأَة). ينظر: عمدة القاري شرح صحيح البخاري (١٤/ ٣٠).
(٨) ويأتي من يزعم أن رسول الله قال: (نعم الختن القبر)، والحديث موضوع. يُنْظَر: المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى (٨/ ٥٧)، اللطائف والظرائف (١/ ٨٣) صاحب الطيوريات أبي طاهر السِّلَفي بلفظ "نعم الختن القبر" (٤/ ١٣١٠).
(٩) التَّسَرِّي: واصله تسررت من السِّرّ وَهُوَ النِّكَاح. يُنْظَر: غريب الحديث (٢/ ٤٧١).