وابن أبي العيش، وابن الأصيلي من تلامذة ابن يسعون وقد سبق التعريف بهما. وأخذُ الابن عنهما يجعلنا نميل إلى أن الذي أخذ عنه هو الأب، يضاف إلى ذلك العنصر الزمني حيث توفي أبو جعفر سنة ٥٥٢ هـ، مع عدم ذكره في الآخذين عن هؤلاء العلماء ومنهم ابن عروس، وهو "أبو عبد اللَّه محمَّد بن أحمد بن محمَّد السلميّ الغرناطي المقرئ المحدث الفقيه اللّغويّ الأديب صاحب الخطبة والصَّلاة ببلده".
روى عنه أبو الحسن سهل بن مالك. . . وأبو الحسين بن جبير، وتوفي سنة ٥٩٠ هـ وكان مولده ٥٠٧ هـ (١).
ويبقى القول الفصل في هذه القضية حتى العثور على نصّ صريح قاطع في وفاة ابن يسعون، أو مولد أبي الحسين بن جبير، ولعل فيما يطبع من أُمّهات تراثنا الخالد ما ينير السبيل، ويشفي الغليل، ويكشف النقاب، ويهدي إلى الصَّواب، في مثل هذه الأمور، واللَّه المستعان وعليه التكلان.
أمَّا قصيدة أبي الحسين بن جبير الى وعدت بإيرادها؛ فإنني سأنقلها على طول فيها رجاء الثواب، في الذب عن الأصحاب، وكشف النقاب عن الروافض الأذناب، الذين يزعمون -زورًا وبهتانًا- تحريف الكتاب، الذي تكفّل بحفظه الحافظ الوهاب.
رحم اللَّه السلطان صلاح الدين، الذي نصر الإسلام والمسلمين، وردَّ كيد أعداء الدّين، من الصليبيين الحاقدين! وأعاد للمسلمين عزَّتهم