للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تلاميذه]

هذا المبحث قصَّر فيه الدّكتور هلال أكثر من تقصيره في مبحث شيوخه، حيث لم يذكر لابن يسعون إلَّا تلميذين حرَّف اسم أحدهما وسأضطر لنقل كلامه حتَّى تظهر الحقيقة، ويظهر الفرق بين العملين. يقول: "كان ابن يسعون متعدد المعارف، متنوع الثقافات فقد حفظ اللّغة وتذوقها، وأتقن النَّحو والتَّصريف، وأحاط بدقائقهما، وجمع أوابدهما، وحاز قصب السبق في الأدب، وأكثر من رواية الشعر، وفاق الأقران في الحديث والفقه والتراجم والأنساب والسير وغيرها.

ومن الطبيعي أن يقبل عليه طلاب العلم من كلّ مكان، ويفد عليه التلاميذ من كلّ صوب وحدب، ليرتشفوا من رحيقه، وينهلوا من عذب مورده، ويفيدوا من علمه الغزير، وثقافته المتوّعة، ومباحثه الدقيقة وتحقيقاته المفيدة

ويبدو أنَّ ابن يسعون كان غالبًا يجلس لتلاميذه جلوسًا عامًا، ولا يؤثر أحدًا منهم بدرس أو إملاء، ولذلك لم يعين المترجمون له غير اثنين من تلاميذه، وهما أبو بكر بن سمحون، وأبو العباس الأندرشي، وهاك ترجمة مختصرة لكلّ منهما. . . " (١) ثم أحال على بغية الوعاة.

وهذا النصّ فيه ظلم عبقري لعلمائنا الأفاضل الذين دوَّنوا التاريخ وحفظوا لنا سيرة أعلامنا الأماثل من أمثال ابن يسعون وغيره، وفيه أيضًا ظلم لابن يسعون -رحمه اللَّه- الذي أحصيت له ثلاثة عشر تلميذًا


(١) ابن يسعون النحوي ٣٤ - ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>