كتاب المصباح لما أعتم من شواهد الإيضاح

وأنشد أبو عليّ أيضًا (١):

١٠ - فَلَو أنَّ ما أسْعَى لأَدنى معيشةٍ … كفافي -ولم أطلُبُ- قيلٌ من المال (٢)

البيت لامرئ القيس بن حجر الكندي.

استشهد به أبو عليِّ على إعمال الفعل (٣) الأوَّل، الذي هو "كفى"؛ لأنَّ إعمال الفعل الثَّاني هنا مفسد للمعنى؛ ولهذا لم يطرد القياس في إلحاق ضمير بقوله: "ولم أطلبُ" يَعود على "قليل" [فيقول: "ولم أطلبه" فعدل عن] (٤) الوجه المختار من الإضمار إلى الظاهر الذي هو الملك مطلوبه أيْ؛ ولم أطلب الملك، ثم حذف على سبيل الاختصار مع أنه قد أبانه (٥) حيث قال (٦):

(١) الإيضاح: ٦٧، و"أيضًا" ساقطة من ح.
(٢) هذا الشاهد لامرئ القيس كما ذكر المصنف. وهو في ديوانه ٣٩، والكتاب ١/ ٧٩، والمقتضب ٤/ ٧٦، وابن السيرافي ١/ ٣٨، والخصائص ٢/ ٣٨٧، والمقتصد ١/ ٣٤٢، والأعلم ١/ ٤١، والإفصاح ٣١٣، والمفصل ٢١، وشرحه لابن يعيش ١/ ٧٩، والقيسي ١٠٥، وإيضاح شواهد الإيضاح ٩١، والإنصاف ٨٤، والمقرب ١/ ١٦١، والكافية ١/ ٢١١، والكوفي ٩٢، والأشموني ٢/ ٩٨، والخزانة ١/ ٣٢٧، وشرح أبيات المغني ٥/ ٣٥، وفي الأصل "ولو" والمثبت من ح وهي متفقة مع الديوان.
(٣) "الفعل" ساقط من ح. في الموضعين.
(٤) ساقط من ح، وفيها بعد "قليل" وكان الوجه المختار ولم أطلبه، أي كفاني قليل ولم أطلبه فترك إضمار المفعول المطلوب إلى الإظهار ثم حذفه.
(٥) في ح "أتابه".
(٦) عجزه: "وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي".