وكرامتهم ورحم اللَّه ابن جبير الذي نصح لأئمّة المسلمين، وحارب البدع والمبتدعين ولم تأخذه في اللَّه لومة لائم.
وما أحوجنا في هذا الزمان الذي كثر فيه الخبث من الأدعياء المارقين، إلى أمثال صلاح الدين، من الحكّام العادلين، وإلى أمثال ابن جبير من الأمناء الناصحين، وما ذلك على اللَّه بعزيز.
وقال يحرِّض (١) السلطان صلاح الدين على النظر في ما ظهر من البدع بالمدينة على دفينها الصَّلاة والسَّلام:
صلاحَ الدينِ أنت له نظامُ … فما يُخْشَى لعروِتِه انفصامُ
فأظهرْ سُنَّةَ اللَّهِ احتسابًا … فقد ظهرتْ بها البدعُ العظام
وفي دين الهدى حدثت أمورٌ … لها للدّين حزن واغتمام
جديرٌ أن يقامَ لها ارتماضًا … مآثمُ للورى فيها التدام
وكيف يلذُّ للأجفانِ نومٌ … وللإسلام جَفْنٌ لا ينام
وكيف تطيبُ في الدنيا حياةٌ … وطيبةٌ لا يطيبُ بها مقام
بتربتها رسولُ اللَّهِ ثاوٍ … وليس لأهلها منهُ احتشام
لو احترموه أو هابوه يومًا … لكان لصَحْبه معه احترام
وهل يرضى صلاتَهم عليه … إذا سُبَّتْ صاحبته الكرام
بأمِّ المؤمنين قد استهانوا … وللصدِّيق والفاروقِ ذاموا