للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما هكذا كان النبي والخلفاء الراشدون.

فبلغ ذلك عبد الملك فأتاه في المصلى.

فقال يا أبا عبد الله ما الذي أنكرت؟ قال ما رأيت معك.

إنما أتى الناس الصلاة خاشعين يرجون المغفرة ولقد أخبرني يحيى بن سعيد أن النبي دخل عام الفتح مكة في عشرة آلاف أو اثني عشر الآفًا وكان راكبًا وحط راحلته وتحته قطيفة قيمتها أربعة دراهم منكس الرأس وهو يقول الملك لله الواحد القهار.

وكان يأتي المصلى للعيدين والاستسقاء متوكئًا على عصا أو قوس منكسًا رأسه خاشعًا.

قال عتيق بن يعقوب دخل مالك يومًا على عبد الملك بن صالح وقد غضب على بعض أهل المدينة حتى بلغ ذلك منه.

فقال له مالك قال كعب لعمر في التوارة مكتوب ويل لسلطان الأرض من سلطان السماء.

فقال عمر: لا من حاسب نفسه.

فقال كعب ما بينهما حرف إلا من حاسب نفسه.

ووعظ المنصور في افتقاد أحوال الرعية فقال أليس إذا بكت ابنتك من الجوع جعلت الخادم تحت الرحى لئلا يسمعها الجيران؟ فقال مالك والله ما علم بهذا إلا الله.

فقال له فعلمت هذا ولا أعلم حال الرعية؟ قال بعضهم لما قدم الرشيد المدينة وقال آخر: بعض الخلفاء أراد أن ينقض النبي فقال لمالك ما ترى؟ فقال ما أرى.

فغضب وقال: لقد زاد فيه معاوية.

فقال مالك إن المنبر إذ ذاك كان صلبًا فلست آمن إن نقضته أن تذهب البركة منه.

وفي رواية أن يتهافت فيتشاءم الناس منك، ويقولون زال على يده أثر من آثار رسول الله .

فقال أحسن الله جزاءك.

فترك ما كان نواه.

قال وشاور المهدي مالكًا في ثلاثة أشياء في الكعبة أن ينقضها ويردها على ما كانت عليه فأشار عليه أن لا يفعل، وفي النبر أن ينفضه ويرده على ما كان عليه وذلك حين أراد أن يرد المنابر كلها صغارًا على منبر النبي ، فقال له مالك إنما هو من طرفاء وقد سمر إلى هذه العيدان يعني التي زادها معاوية،

<<  <  ج: ص:  >  >>