فقيض الله تعالى له هؤلاء فاتكأ عليهم، والله لو دعوتهم أنا إلى هذا ما أجابوني.
فقال المغيرة يا أمير المؤمنين نحن قد افتخرنا على أهل المدينة لما اتكأ علينا.
واستسقى مالك عند المهدي فأتي بقدح زجاج في أذنه حلقة فضة فأبى أن يشرب فأتي بكوز فخار فشرب فأمر المهدي بالحلقة فقلعت.
قال معن دخل إبراهيم بن يحيى العباسي أمير المدينة يومًا على مالك ومالك حدث عهد بعلة فثبت مالك في مجلسه لم يقم له ولم يوسع، فجلس إبراهيم على أقل فراش مالك، ومالك لا يتزحزح فحادثة ساعة ثم قال له: ما تقول يا أبا عبد الله في محرم قتل قملة؟ قال لا يقتلها.
قال فإنه قتلها فما فديتها؟ قال مالك لا يفعل.
قال فعل.
قال لا يفعل.
قال أقول لك قد فعل فتقول لي لا يفعل.
قال نعم.
فقام إبراهيم مغضبًا وسكت مالك ساعة ثم قال: إما يريدون أن يعبثوا بالدين، إنما الفدية على من قتلها غير غير عامد لقتلها.
وهذا يريد أن لا يبقى في عسكره قملة على أحد من حشمه.
قال معن وسأله إبراهيم هذا مالكًا لأن يكتب له كتابًا فكتب له، ثم دخل عليه مالك يومًا فقال له إبراهيم أحب أن تكتب لي كتابًا مكان ذلك الكتاب فقد ضاع.
فقال مالك لم يضع أصلحك الله قال بلى، وحقك لقد ضاع، فعجل لي تابًا مثله.
قال ما أنا يفاعل.
قال له لم؟ قال لأنه لا يضيع كتاب مثلك.
مر به يطلب تجده إن شاء الله.
ثم عاد إليه بعد فقال علمت يا أبا عبد الله أنا طلبنا الكتاب فوجدناه.
فقال الحمد لله أصبت حين طلبته.
قال عتيق بن يعقوب خرجنا مع مالك إلى المصلى يوم عيد ومالك يمشي، وخرج عبد الملك بن صالح أمير المدينة في سلاح وتعبيه ورايات وأعلام فنظر إليهم مالك فقال إنا لله وإنا إليه راجعون