إياها أهل المغرب فقال ما أدري ما ابتلينا بهذه المسألة في لدنا ولا سمعنا أحدًا من أشياخنا تكلم بها ولكن تعود.
فلما كان من الغد جاءه وقد حمل ثقله على بغلة يقودها فقال مسألتي فقال ما أدري ما هي.
فقال الرجل يا أبا عبد الله تركت خلفي من يقول ليس على وجه الأرض أعلم منك.
فقال مالك غير مستوحش: إذا رجعت فأخبرهم أني لا أحسن.
وسأله آخر فقال يا أبا عبد الله أجبني فقال ويحك، أتريد أن تجعلني حجة بينك وبين الله؟ فأحتاج أنا أولًا أن أنظر كيف خلاصي، ثم أخلصك.
قال ابن أبي حازم قال مالك إذا سألك إنسان عن مسألة فابدأ بنفسك فأحزرها.
قال الهيثم ابن جبيل: شهدت مالكًا سئل عن ثمان وأربعين مسألة.
فقال في اثنين وثلاثين لا أدري.
وقال خالد بن خراش قدمت من العراق على مالك بأربعين مسألة فما أجابني منها إلا في خمس.
وقد قال ابن عجلان: إذا أخطأ العالم لا أدري أصيبت مقالته وقد روى هذا الكلام عن أبي عباس رضي الله تعالى عنهما.
وقال مالك: سمعت ابن هرمز يقول: ينبغي أن يورث العالم جلساءه قول لا أدري حتى يكون ذلك أصلًا في أيديهم يفزعون إليه، فإذا سئل أحدهم عما لا يروي قال لا أدري.
قال ابن وهب: كان مالك يقول في أكثر ما يسأل عنه لا أدي.
قال عمر بن يزيد: فقلت لمالك في ذلك، فقال يرجع أهل الشام إلى شامهم وأهل العراق إلى عراقهم وأهل مصر إلى مصرهم ثم لعلي أرجع عما أفتيتهم به.
قال فأخبرت بذلك الليث فبكى، وقال: مالك والله أقوى من الليث أو نحو هذا.
وقال معن بن عيسى: سمعت مالكًا يقول: إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا