قلت: ولم يمنع ذلك الحاكم فصحّحه على شرط مسلم، وسكت عليه الذهبي.
وقال البيهقي:"وحديث أبي حَصين تفرّد به عنه شريك القاضي وقيس بن الربيع، وقيس ضعيف، وشريك لم يحتج به أكثر أهل العلم بالحديث، وإنّما ذكره مسلم بن الحجّاج في الشواهد". أهـ.
قلت: لكن كلاهما يعضد الآخر فيصير الإِسناد حسنًا لاسيّما أن له طرقًا أخرى.
وقال أبو حاتم -كما في "العلل" لابنه (١/ ٣٧٥) -: "طلق بن غنّام روى حديثًا منكرًا عن شريك وقيس ... فذكره ... ، ولم يرو هذا الحديثَ غيره".أهـ.
وطلق وثقه ابن سعد وعثمان بن أبي شيبة والعجلي وابن نمير وابن حبان والدارقطني، وقال أبو داود: صالح. وانفرد ابن حزم بتضعيفه، وليس ذا بغريبٍ عنه!. فمثله لا يضر تفرّده بحديثٍ، لا سيما أن له شواهد تقويه:
فقد رُوي الحديث عن أنس وأبي أمامة وأبَيٍّ بن كعب ورجلٍ من الصحابة، وعن الحسن مرسلًا:
أمّا حديث أنس:
فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: ١/ ق ١٨٤/ ب) و"الصغير"(١/ ١٧٠ - ١٧١) وابن عدي في "الكامل"(١/ ٣٥٤) والدارقطني (٣/ ٣٥) -ومن طريقه ابن الجوزي (٩٧٤) - والحاكم (٢/ ٤٦) وأبو نعيم في "الحلية"(٦/ ١٣٢) والقضاعي (٧٤٣) والبيهقي (١٠/ ٢٧١) من طريق أيوب بن سويد الرملي عن ابن شَوْذب عن أبي التيّاح عنه.
وأعلّه البيهقي وابن الجوزي بضعف أيّوب لكنه لم ينفرد به:
فقد تابعه ضمرة بن ربيعة الفلسطيني وهو صدوق، أخرجه الطبراني في