ومسلم (٢/ ١٠١٠) من حديث عبد الله بن زيد الأنصاري ومن حديث أبي هريرة -كما تقدم- بلفظ:"ما بين بيتي ومنبري ... ".
وهذه الرواية هي المحفوظة الثابتة، وذكر القبر بدل البيت من قبيل الرواية بالمعنى ومن تصرُّف الرواة بالألفاظ، قال القرطبي -كما في "الفتح"(٣/ ٧٠) -: "الرواية الصحيحة (بيتي) ويُروى (قبري)، وكأنّه بالمعنى؛ لأنه دُفِن في بيت سكناه". أهـ.
وقال شيخ الإِسلام ابن تيمية في "التوسل والوسيلة"(مجموع الفتاوى: ١/ ٢٣٦): "والثابت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ما بين بيتي ومنبرىِ روضة من رياض الجنّة" هذا هو الثابتُ في الصحيح، ولكن بعضهم رواه بالمعنى فقال:(قبري) وهو - صلى الله عليه وسلم - حين قال هذا القول لم يكن قد قُبِر بعدُ -صلوات الله وسلامه عليه- ولهذا لم يحتج بهذا أحدٌ من الصحابة لما تنازعوا في موضع دفنه، ولوكان هذا عندهم لكان نصًا في محلّ النزاع، ولكن دُفِن في حجرة عائشة في الموضع الذي مات فيه، بأبي هو وأمي -صلوات الله وسلامه عليه-." أهـ.
تنبيه: الحديث بلفظ: "ما بين قبري ومنبري ... " عزاه النووي في "المجموع"(٨/ ٢٧٢) والعراقي في "تخريج الإِحياء"(١/ ٢٦٠) إلى الصحيحين، وهو وهم، وقد علمت أن روايتهما بلفظ:"بيتي".
[٣٣ - باب: زيارة قباء]
٦٦١ - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا علي بن عبد العزيز البغوي بمكة: نا القعنبي عن مالك بن أنس عن نافع.
عن ابن عمر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى قباءَ راكبًا وماشيًا.