ابن الجوزي في "الموضوعات"(٣/ ١٩٩) من طريق عبد الرحمن بن سليماد بن أبي الجَوْن عن عبد الله بن سعيد به.
وأعلّه ابن الجوزي بضعف عبد الله بن سعيد.
وعبد الرحمن بن أبي الجون حديثه حسن، وروايته تؤيد رواية معاذ بن معاذ".
وقد اختلفت أنظار الحفاظ في الحكم على هذا الحديث:
فجماعة ضعّفوه وعلّلوه بكونه من رواية عبد الله بن سعيد المقبري -وهو واهٍ-، ووهّموا أبا بكر الحنفي في روايته ورجحوا رواية معاذ بن معاذ العنبري عليه. وقد استدلّ الحافظ ابن عمّار الشهيد على كون هذا الحديث من حديث عبد الله بن سعيد بأنه يشبه أحاديثه (١) ولا يشبه حديث سعيد بن أبي سعيد.
وجماعة صححوا هذا الحديث، وأجابوا عما أُعِلّ به بأنه لا مانع أن يكون عاصم بن محمَّد قد سمعه من عبد الله بن سعيد وسعيد بن أبي سعيد فرواه على الوجهين.
وأخرجه البيهقي بعد ذلك من طريق أبي صخر حُميد بن زياد عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة موقوفًا. وحُميد مختلفٌ فيه.
وأخرجه مالك (٢/ ٩٤٠ - ٩٤١) وابن أبي الدنيا في "المرض
(١) أما الشيخ الألباني في صحيحته (١/ ٣/ ١٤٥) فقد ظنّ أن ابن عمار يعني أن حديث أبي بكر الحنفي يُشبه حديث عبد الله بن سعيد وأطال في نقض ذلك مع أن كلام ابن عمار واضح لا لبسَ فيه، ويزيده وضوحًا قولُ الحافظ ابن رجب في "شرح العلل" (٢/ ٧٥٦): "حُذّاق النقاد لكثرة ممارستهم للحدبث ومعرفتهم بالرجال وأحاديث كل واحدٍ منهم لهم فهمٌ خاصٌ يفهمون به أن هذا الحديثَ يُشبه حديثَ فلان ولا يُشبه حديثَ فلان، فيُعلّلون الأحاديثَ بذلك". ثم ضرب بعض الأمثلة لهذه القاعدة، ومنها هذا الحديث.