للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أحدهما: الإلحاق بالبهائم، وهو ممّا يأباه بديهة العقل.

والثاني: التغالب (١) والتقاتل وهو أساس الفساد وتهيج الضّغائن والأحقاد لتعين القسم الأول وهو النكاح الشّرعي لينقطع طمع من لم يقر بالاختصاص (٢).

ومنها: انتظام مصالح العبادات وهي أصل السّعادات وذلك لأن إقامة العبادة لا تتهيّأ إلا بإقامة مصالح البدن والمصالح تتعلّق بداخل البيت وخارجه فلم يكن بد في تحقيق هذه المصالح من الجمع بين الذكر والأنثى ليقوم أحدهما بمصالح خارج البيت والآخر بمصالح داخلة ومنها كفاية مؤنه من لا كفاية فيه ندبا من النسيم وذب المضار الواقعة على الذي أنصف بمشابهة لَحْمٌ عَلَى وَضَمٍ (٣).

ومنها: استعمال الحكم الذي هو استنان بسنن النبي الكريم الموصوف بالخلق العظيم عليه أفضل الصلوات والتّسليم وأن يحمل سوء الخلق من أخلاق الأبرار وصيغ الأخيار جاء في الخبر عن عائشة -رضي الله عنها- أنّها كانت تبكي على جارية كانت لها فقيل لها في ذلك فقالت: (أبكي حسرة على ما فاتني من تحمل السفه عنها والحلم عن سوء خلقها؛ فإنها كانت سيئة الخلق) (٤).


(١) قولُهم: غَلَب على فُلان الكَرَمُ، أَي هو أَكْرَمُ خِصالِه. ورجل غَالِبٌ من قَوْمٍ غَلَبَة، وغَلَّاب من قَوْم غَلَّابِين. ورجُلٌ غُلُبَّةٌ وَغَلُبَّة: غَالِبٌ كَثيرُ الغَلَبَة. وقال اللِّحْيانِيُّ: شَديدُ الغَلَبة وقال: (لتَجِدنَّه غُلُبَّة عن قَلِيل) وَغَلُبَّة، أَي غَلَّاباً، وقد غَالَبه مُغَالَبَةً وغِلَاباً. قال كَعْبُ بْنُ مالِك: هَمَّتْ سَخِينَةُ أَن تُغَالِبَ رَبَّها. يُنْظَر: تاج العروس من جواهر القاموس (٣/ ٤٩٤).
(٢) يُنْظَر: بدائع الصنائع (٢/ ٢٢٩).
(٣) وضم: الوَضَم: كلّ شيء يُوضَع عليه اللحم من خشب يوقى به من الأرض، والْجَمْع أَوْضَام- يقال للضعيف: هو لحمٌ على وَضَم، والنساء في الضعف مثل ذلك اللحم الذي لا يمتنع من أحد إلا أن يذب عنه.
يُنْظَر: غريب الحديث (٣/ ٣٥٢)، شمس العلوم (١١/ ٧١٩٦)، لسان العرب (١٢/ ٦٤٠)، تاج العروس (٣٤/ ٥٥).
(٤) بحثت هذا الأثر في كتب الحديث لم اجد له ذكر ولكن وجدته في كتابين من غير سندهما:
١ - روض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار (ص/ ٣٤٣)، لمحمد بن قاسم بن يعقوب الأماسي الحنفي، محيي الدين، ابن الخطيب قاسم (المتوفى: ٩٤٠ هـ).
يقال: التحمل من سوء الخلق من اخلاق الأبرار، كانت عائشة تبكي على جارية، فقيل لها في ذلك فقالت: أبكي حسرة على مافاتني من تحمل خلقها، فإنها كانت سيئة الخلق.
٢ - روح البيان (٤/ ٤٨٥) لإسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي، المولى ابو الفداء (المتوفى: ١١٢٧ هـ).
قيل الحلم ملح الأخلاق وكانت عائشة رضي الله عنها تبكي على جارية فقيل لها في ذلك فقالت ابكي حسرة على مافاتني من تحمل السفه منها والحلم عن سوء خلقها فانها سيئة الخلق.