للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُسَيّرُ الدَّلِيلُ بِهَا خِيْفَةً … وَمَا بِكَآبَتِه مِنْ خَفَاء

إِذَا هَو أَنْكَرَ أَسْمَاءَها … وَعَيُّ وَحُقَّ لَهُ بِالعَيَاءِ

وَخَلَّى الرِّكَابَ وَأَهْواءَها … وَأَسْلَمَهُنَّ بِتِيهٍ قوَاءِ

لَهُ نَظْرَتَانِ فَمَرْفُوعَةٌ … وَأُخْرَى تَأَمّلُ مَا فِي السِّقاءِ

وَثَالِثَةٌ بَعْد طُولِ الصِّمَا … تِ إِليَّ وَفِي صَوْتِه كَالبُكَاءِ

بِأَرْضٍ عَلَاهَا وَلَمْ أَعْلُهَا … لِتُخْرِجَهُ هِمَّتِي أَو مَضَاءِ

فَقُلْتُ الْتَزِمْ عَنْك ظَهْرَ القَعُودِ … جَرَى اللهُ مِثْلَكَ شَرَّ الجَزَاءِ

أُحَيْدَى هَنَاتِي وَأَمْثَالِها … إذَا لَمَعَ الآلُ لَمْعَ اللِّوَاءِ

وَلَيْسَ بِهَا غَيْرُ أَمْرٍ زَمِيعٍ … وَغَيرُ التَوكُّلِ ثُمَّ النَّجاءِ

رَمَيْتُ فَأَيْقَظْتُ غُزْلانَها … بِمِثْلِ السَّكَارى وخُوصٍ ظَمَاءِ

قوله: "ولَمّاعةٍ" أرَادَ أرْضًا تلمع بالسّراب. وقوله: "ولا رَعْي ماءِ": أَيْ؛ ليس بها مُندًى. "وكالسّماء": يريد سعتها. قال الأَصْمَعِيُّ: كانوا إذا ضلُّوا الطّريق، خلّوا الرِّكابَ تذهب كما تريد؛ لأنَّها تعرف المسالك. و"القواء" (١) يُمدُّ ويُقصَر. ويُروى أيضًا (٢): "وأهوالها"، و"عنك" بمعنى: إليك، كذا قال الأصمعيّ. و"أُحَيْدَى هَنَاتِي": أَيْ؛ فَعَلاتي، يعني: وقيامه بالأمور. وقال الأصمعيّ: يعني: ما نزل بي من الأمور العظام، وتصغيره للتعظيم.


(١) والقواء: الخالي، وينظر المقصور والممدود ٨٧.
(٢) في الأصل "وأهوى لها" وهي رواية شعره.

<<  <  ج: ص:  >  >>