للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله (١): "بالسّمت لا بالسَّمتين"، أَيْ؛ بإشارة واحدة، أَيْ؛ لم أحتج إلى تكرير النّظر؛ لحذقي ومعرفتي بالطُّرق، وجرأتي ودُرْبتي. وقال أبو عليّ: يريد: بسؤال واحدٍ.

قال الحربي: والعرب تفخر بهداية الطريق، وتعيّر الجاهل به، والذي قاله أبو إسحاق صحيح،] (٢) ألا ترى إلى فخر تأبّط شرًا بذلك (٣)، حيث يقول في نحو هذا:

تَبَطَّنْتُه بِالقَوْمِ لَمْ يَهْدِني لَهُ … دَلِيلٌ وَلَمْ يُثْبِتْ لي النَّعْتَ خَابِرُ

ومن أحسن ما قيل في ذلك، قول المرار بن منقذ (٤) في قصيدة طويلة:

وَلَمَّاعَةٍ مَا بِهَا مِن أَنِيسِ … وَلَا أَمَرَاتِ وَلَا رَعْي مَاءِ

إِذَا نَظَرَ القَوْمُ مَا مِثْلُهَا … رَأَى القَوْمُ دَوِّيَّةً كالسَّمَاءِ


(١) "قوله" ساقطة من الأصل، وفيه "يريد".
(٢) من قوله "وقال في المسائل" حتى "صحيح" ساقط من ح، وفيها "قوله بالسمت لا بالسمتين، أَيْ؛ بإشارة واحدة، أي لم احتج إلى تكرير النظر الحذقى بمعرفة الطرق وجرأتي ودربتي، والعرب تفخر بهداية الطرق وتعيّر الجاهل بذلك".
(٣) في الأصل "فذلك"، والبيت في شعره ٩٢، والأصمعيات ١٢٥، والألفاظ ٢٧٤، وشرح شواهد الإيضاح ٣٨٦.
(٤) ابن عبد بن عمرو بن صُدي الحنظلي، شاعر إسلامي مفضلي، وقع الهجاء بينه وبين جرير. "الشعر والشعراء ٦٩٧". وهذه القصيدة نسبها الدّكتور نوري القيسي للمرار بن سعيد الفقعسي، وضمّنها شعره في كتابه شعراء أمويون ٢/ ٤٣٤، وتخريجها فيه ٤٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>