للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُطعِمْنَ أَصْبِيَةً مِنْ تَحْتِ أَخْبِيةٍ … كَأَنَّ أيْديَهم أَيْدي الجَرَاذِينِ

إنْ هَبَّتْ الرِّيحُ زَادُوا نَارَهم حطَبًا … وَخيّموا حَولَها مِثْلَ الظَّرَابِينِ

قوله: "يطعمن": يعني نساء القوم، أنذال، غير آنفين من الإذلال، وذلك بيّن في شعره.

وحكى الجاحظ (١): أنَّه يُجمع على "ظِرْبَان"؛ مثل كِرْوان.

قال أبو الحجاج: وهذا على حذف الزيادة منه، كما فعلوا ذلك بكَرَوان وكَرَاوين.

قال أبو عليّ (٢)، في "التّذكرة": فيما حكى من تكسير ضِبْعَانٍ علي ضَبْعان: "ويجوزُ أنْ يكون شبّه الألف والنّون من "ضِبْعَانٍ" الواحد، "بالتّاء" فحذفها، وكسَّر الكلمة على حذف "التَّاء" منها، كما قالوا: نِعْمَةٌ وأَنْعُمٌ، وأَكَمَةٌ وآكُمٌ وَأَمَةٌ وآمٍ، وشِدَّةٌ وأَشُدّ، كما شبهها الآخر بها في قوله (٣):

قُبِّحْتُمُ يا ظَرِبًا مُجَجَّرهْ

أَلَا ترَى أنَّ الواحد: ظَرِبان" (٤).

قال أبو الحجّاج: فهذا كلّه يؤيد شبه الألف والنّون (٥) في هذا النَّحو


(١) الحيوان ٦/ ٣٧٢.
(٢) تنظر كتاب الشعر ١١٩ - ١٢١.
(٣) هو الشّاهد ٣١٣.
(٤) هنا ينتهى نص الفارسى في كتاب الشعر ١٢١.
(٥) في الأصل "اللام".

<<  <  ج: ص:  >  >>