للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عشرة سنين وبلغني أنه كان ما ينفق في حجة إلا اثني عشر دينارًا.

وكان ينزل في ظل الشجرة ويحمل على عنقه الدرة ويدور في الأسواق يسأل عن

أحوال من حضره وغاب عنه.

وبلغني أنه وقت أصيب حضر أصحاب النبي فأثنوا عليه، فقال المغرور من غررتموه، لو أن ما على وجه الأرض ذهبا لا افتديت به من أهوال المطلع.

فعمر رحمه الله تعالى كان مسددًا موفقًا مع ما قد شهد له النبي بالجنة، ثم مع هذا خائف لما تقلد من أمور المسلمين فكيف من قد علمت.

فعليك بما يقربك إلى الله وينجيك منه غدًا، أو احذر يومًا لا ينجيك فيه إلا عملك.

ويكون لك أسوة بما قد مضى من سلفك وعليك بتقوى الله فقدمه حيث هممت وتطلع فيما كتبت به إليك في أوقاتك كلها وخذ بنفسك فتعاهدها والأخذ به والتأديب عليه وأسأل الله تعالى التوفيق والرشاد إن شاء الله تعالى.

قال عبد الله بن مسلم الخياط لما قدم الرشيد لبست ثيابًا وغدوت على مالك وقلت يتوكأ علي فأصيب بسببه من أمير المؤمنين مالًا.

فغدا مالك متوكئًا علي يرافقه يحيى.

فأجاز مالكًا بأربعة آلاف دينار وأجاز ابنه بخمسمائة دينار وجاءته من الرشيد صلة، وقال له رجل خراساني ما تقول يا أبا عبد الله في رجل يقوم عليه دينًا أعطى بعضًا وترك بعضًا أله أن يأخذ منه؟ فقال مالك إذا كان الرجل يغني عن المسلمين ما لا يغنيه المسلمون عن نفسه أخذ منه، ولقد كنت أنظر البارحة في قصة المحبين إلى أن طلع الفجر.

وقال الحارث عن ابن القاسم كان مالك يقول أما الخلفاء فلا شك يعني أنه لا بأس به، وأما من دونه فإن فيه شيئًا.

وقال ابن أبي زنبر أجازه هارون بثلاثة آلاف فقال له رجل من الزهاد يا أبا عبد الله ثلاثة آلاف تأخذها من أمير المؤمنين كأنه يستكثرها.

فقال مالك: إذا كان مقدار ما لو كان إمام عدل.

فأنصف أهل المروءة أصابه شبيه لذلك لم أر به بأسًا وإنما أكره الكثير

<<  <  ج: ص:  >  >>