أخرجه ابن عساكر في "التاريخ"(١٤/ ق ٣٧٨/ ب) من طريق تمام به، وقال:"قد أخطأ الرازي على أبي مصعب، فإنّه إنّما رواه عن مالك على ما رواه عنه غيره من الثقات عن سُمِي عن أبي صالح". أهـ.
قلت: ومحمد بن إبراهيم هو ابن زياد بن عبد الله، قال الدارقطني: دجّال يضع الأحاديث. وضعّفه أبو أحمد الحاكم. وقال: لو اقتصر على سماعه!. (تاريخ ابن عساكر، اللسان: ٥/ ٢٢).
والحديث أخرجه مالك في "الموطأ"(٢/ ٩٨٠) عن سُمَيٍّ مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي صالح عن أبي هريرة.
وأخرجه البخاري (٣/ ٦٢٢ و ٦/ ١٣٩ و ٩/ ٥٥٥) عن القعنبي وعبد الله بن يوسف التُّنَيْسي وأبو نُعيم، وأخرجه مسلم (٣/ ١٥٢٦) عن القعنبي -أيضًا- وإسماعيل بن أبي أُويس وأبو مصعب ومنصور بن أبي مزاحم وقتيبة بن سعيد ويحيى بن يحيى ثمانيتهم عن مالك به.
ورواه خالد بن مخلد عن مالك عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة، أخرجه ابن عدي (٣/ ٩٠٤)، وقال:"وهذا لا يُعرف لمالك عن سهيل، إنّما يرويه مالك في الموطأ عن سُمَي عن أبي صالح". أهـ.
قلت: ورواه الدارمي (٢/ ٢٨٦) عن خالد بن مخلد عن مالك عن سُمَي عن أبي صالح عن أبي هريرة، وهو الصواب. وعُلِم بذلك أنّ الوهم فيه ليس من خالد بل من الراوي عنه أبو أميّة واسمه: محمَّد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي، وهو إن كان صدوقًا، فإنّه كثير الوهم كمال قال الحاكم، وقال ابن حبّان: لا يُعجبني الاحتجاج بخبرة إلا بما حدّث من كتابه. وقال مسلمة: أُنكِرت عليه أحاديث. (التهذيب: ٩/ ١٥ - ١٦).
وقال الحافظ في "الفتح"(٣/ ٦٢٣): "وشذّ خالد بن مخلد عن مالك فقال: (عن سهيل) بدل (سمي) أخرجه ابن عدي. وذكر الدارقطني أنّ ابن الماجشون رواه عن مالك عن سهيل أيضًا، فتابع خالد بن مخلد، لكن قال