قلت: فهو المتّهمُ به، لكن تعقّب الحافظ في "اللسان"(٣/ ٤٧) قول الذهبي هذا، فقال:"وأمّا سعيد بن هاشم الطبري فمعروف، وهو سعيد بن هاشم بن مرثد بن سليمان بن عبد الصمد بن عبد ربّه بن أيّوب بن موهوب الطبري يُكنّى أبا عثمان، له ترجمة مستوعبة في تاريخ ابن عساكر. وقد أكثر عنه الطبراني، وروى عنه أيضًا: أبو بكر الشافعي، وأبو الحسين بن المظفّر، وجماعةٌ من الشاميين. مات سنة (٣١٣) ". أهـ.
وقد رجعت إلى تاريخ ابن عساكر، لكني لم أقف على ترجمته فيه، وإنّما وجدت فيه (٧/ ق ١٨٠/ ب) ترجمة (سعيد بن هاشم بن صالح أبي عثمان المخزومي) فقط، فلعل ذكره سقط من نسخة تاريخ ابن عساكر التي اطلعت عليها، والله أعلم.
ثم وقفتُ على ترجمته في "الإِرشاد" لأبي يعلى الخليلي (٢/ ٤٨٤) حيثُ قال عنه: "ثقةٌ، وهو آخِرُ من روى عن دُحَيم بالشام، حدثنا عنه محمد بن الحسن بن الفتح. ورَضِيَهُ الحفّاظ الذين لقَوه مثل عبد الله بن عدي، وأبي علي الحافظ". أهـ.
والذي يترجّح عندي أن تمامًا أو أحدَ شيخيه أو سعيدًا قد وَهِمَ في تسمية شيخ سعيد، فهو محمد -لا عبد الرحمن- بن إبراهيم بن العلاء الشامي المتهم:
فقد أخرجه ابن حبّان في "المجروحين"(٢/ ٣٠٢) والبيهقي في "الشعب" -كما في اللآلئ المصنوعة" (٢/ ١٦٨) - والخطيب في "التاريخ" (١٤/ ٢٢٤) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٢/ ٢٦٩) - من طريق محمد بن إبراهيم أبي عبد الله الشامي عن شعيب بن إسحاق به بلفظ: "لا تُسكنوهنّ الغُرف، ولا تُعلِّموهن الكتابة، وعلّموهن المغزلَ، وسورةَ النور".
قال ابن حبّان: كان يضع الحديثَ على. الشاميين، لا تحلُّ الرواية عنه