فأخرجه البخاري في "التاريخ"(٦/ ١٠٩) والطبراني في "الكبير"(٦/ ٢٠٤ - ٢٠٥) -وعنه: أبو نعيم في "المعرفة"(٣٩) - والدولابي في "الكنى"(٢/ ١٦٧) من طريق هُشيم عن أبي يحيى المدني عن عبد الجبار بن أبي حازم عن أبيه عنه مرفوعًا: "غفر الله لمن رآني، ولمن رأى من رآني، ولمن رأى من رأى من رآني". لفظ البخاري.
وإسناده ضعيف: هُشيم مدلَّس وقد عنعنه، وعبد الجبار بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح"(٦/ ٣٢)، وذكره ابن حبَّان في "ثقاته"(٧/ ١٣٥) وذكر له هذا الحديث، ثم قال:"وأحسب أنَّ أبا يحيى المدني هذا هو فُليح بن سليمان". أهـ. وفليح صدوق كثير الخطأ كما في "التقريب".
وأما حديث عقبة:
فأخرجه الطبراني في "الكبير"(١٧/ ٣٥٧) و"الأوسط"(مجمع البحرين: ق ٢٠٢/ ب) وابن السكن والحاكم في "تاريخ نيسابور" -كما في "الإِصابة"(٢/ ٤٩٢ - ٤٩٣) - من طريق نافع بن صيفي -وقيل: صيفي بن نافع- وكان بلغ مائة واثنتي عشرة سنة عن عبد الرحمن بن عقبة الجهني عن أبيه مرفوعًا:"لا يدخل النارَ مسلم رآني، ولا رأى من رآني، ولا رأى من رأى من رآني" ثلاثًا.
وإسناده ضعيف أيضًا: قال الهيثمي (١٠/ ٢١): "وفيه من لم أعرفهم". يعني: عبد الرحمن والراوي عنه.
والخلاصة أن هذه الزيادة غير ثابتة بخلاف سائر الحديث كما تقدَّم بيانه، والله أعلم.