من طريق عثمان بن أبي شيبة: ثنا يحيى بن زكريّا عن [في الأصل: ابن] إبراهيم بن سُويد النخعي: ثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء، قال: دخلتُ أنا وعُبيد بن عُمير على عائشة، فقالت لعبيد بن عمير: قد آن لك أن تزور. فقال: أقول يا أمّه كما قال الأول: زر غبًّا تزدد حبًّا. قال: فقالت: دعونا من بَطالتكم هذه. ثم ذكرت حديثًا.
وإسناده صحيح. والبطالة بفتح الباء: الهَزْل كما في "القاموس". فلو كانت عائشة قد سمعت هذه المقالة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لَمَا وصفتها بذلك، بل هذا دليل على نكارة ما رُوي عنها.
وأخرج عَبْد بن حميد وابن مردويه في "تفسيريهما" -كما في "تفسير ابن كثير"(١/ ٤٤٠) - وابن أبي الدُّنيا في "الِإخوان"(رقم: ١٠٥) والعقيلي في "الضعفاء"(٢/ ٢٢٥) -واللفظ لعَبْدٍ- من طرقٍ عن أبي جَنَاب عن عطاء قال: دخلت أنا وابن عمر وعبيد بن عُمير على أم المؤمنين عائشة. ثم قال: قالت: يا عبيد ما يمنعك من زيارتنا؟. قال: ما قال الأول: زُر غِبًّا تزدد حبًّا. قالت: إنّا لنحبُّ زيارتك وغشيانك. قال ابن عمر: دعينا من بَطالتكما هذه.
وأبو جَناب اسمه يحيى بن أبي حيّة ضعّفوه لكثرة تدليسه. كذا في "التقريب".
فصل: في أقوال أهل العلم في هذا الحديث:
تقدّم قولُ البزّار: لا يُعلم فيه حديثٌ صحيحٌ. وقال العقيلي في "الضعفاء"(٢/ ١٣٩): "ليس في هذا الباب عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - شيءٌ يثبت". وقال ابن حبّان في "روضة العقلاء"(ص ١١٦): "وقد رُوي عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أخبارٌ كثيرة تُصرّح بنفي الِإكثار من الزيارة حيث يقول: "زُر غبًّا تزدد حبًّا" إلَّا أنّه لا يصحُّ منها خبرٌ من جهة النَّقْلِ، فتنكّبْنا عن ذكرها" أهـ.