كلا الروايتين، وقال بعضهم: عن أبي خزامة عن أبيه. وقال بعضهم: عن ابن أبي خزامة عن أبيه. وقال بعضهم: عن أبي خزامة. وقد رَوى غيرُ ابن عيينة هذا الحديثَ عن الزهريِّ عن أبي خزامة عن أبيه. وهذا أصحُّ. ولا نعرف لأبي خزامة عن أبيه غير هذا الحديث". أهـ.
وأبو خزامة قال المزّي في "التهذيب" (٣/ ١٦٠١ - مصوّرة): "له صحبةٌ". أهـ. وتبعه على ذلك الذهبي في "الكاشف" (٣/ ٣٣١) والحافظ في "التقريب"، اعتمادًا منهم على رواية من قال:(ابن أبي خزامة عن أبيه) وقد بيّن الترمذي أنّها مرجوحةٌ، والأصحّ:(عن أبي خزامة عن أبيه). قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (بهامش الإِصابة- ٤/ ٥١): "وقد ذكر بعضهم في الصحابة آخر أبا خزامة بحديثٍ أخطأ فيه رواته عن ابن شهاب، والصواب ما رواه يونس بن يزيد وابن عيينة وعبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري ... [وذكر الحديث] .. وقال غيرهم فيه: عن أبي خزامة بن يعمر عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وأبو خزامة هذا من التابعين لا من الصحابة، على أنّ حديثَه هذا مختلفٌ فيه جدًّا".
قلت: وعلى التقديرين جميعًا ففي السند مجهولٌ، وهو أبو خزامة في رواية: أبي خزامة عن أبيه التي رجّحناها، أو ابن أبي خزامة في رواية: ابن أبي خزامة عن أبيه.
وللحديث شاهدان يُحسَّنُ بهما إن شاء الله:
الأول: أخرجه الطبراني في "الكبير" (٣/ ٢١٤ - ٢١٥) والحاكم (٤/ ١٩٩) من طريق صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن حكيم بن حزام، قال: قلتُ: يا رسول الله! أرأيت دواءً نتداوى به، ورُقىً نسترقي بها، هل يرد ذلك من قدر الله من شيءٍ؟ قال: "إنه من قَدَر الله". وصحّحه الحاكم وسكت عليه الذهبي.