للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال أبو الحجاج: ولهذه المعاقرة خبر طويل [اجتلب بعضه (١) مختصرًا؛ وذلك أن بني تميم احتلت في سنة مجدبة (٢) صوأر؛ وهو ماء لكلْب بطرفٍ السماوة، وكان ذلك في خلافة عليّ بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- فصنع غالب أبو الفرزدق طعامًا وقسَّمه على أهل المزايا؛ أيْ القَدْر، فكفأ سُحَيْمُ (٣) بن وثيل الجَفْنَةَ المرسلةَ إليه، وضرب الخادم وشَرِيَ (٤) القولُ بينه وبين غالب حتّى تداعيا إلى المعاقرة، فعقر غالب مائتين من الإبل.

قال أبو عليّ البغدادي في كتاب "الذيل" (٥): "وعقر سُحيم بعد ذلك إبله في كناسة الكوفة؛ لأتها كانت غائبة في وقت المعاقرة" (٦).

وروى أنَّ عليَّ بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- قال حينئذٍ: "لا تأكلوها فإنها مما أهلّ به (٧) لغير اللَّه" وأمر بطرد النَّاس عنها.


(١) ينظر خبر المعاقرة في النقائض ٤١٤ - ٤١٨، ٦٢٥، وذيل الأمالي ٥٢، والخزانة ١/ ٤٦٢.
(٢) في الأصل "بضؤر" وينظر فيها البكري ٨٤٥.
(٣) ابن أعيقر بن أبي عمرو بن إهاب بن حميري التميمي، شاعر مخضرم. الشعراء ٦٤٣، والاشتقاق ٢٢٤.
(٤) شرِي: أي تمادى. وينظر: تهذيب اللغة ١١/ ٤٠١.
(٥) الذيل ٥٢ - ٥٤.
(٦) من قوله: "اجتلب" حتى "وقت المعاقرة" ساقط من ح، وفيها "وكانت في زمن علي ابن أبي طالب صلوات اللَّه عليه".
(٧) "به" ساقطة من ح، وفي الأصل "لها" والمثبت من الذيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>