للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

واشتقاقُ الكَميِّ من كَمَى وتكَمَّى إذا قصد إلى القتل، قاله ثعلب (١)، وأنشد:

بلْ لَوْ شَهِدتَ النَّاس إذْ تكُمُّوا … بِغُمَّةٍ لَوْ لم تُفرَّجْ غَمُّوا

فهو على هذا "فَعيْلٌ" أو "فَعُول" على الخلاف فيه، وقد أشار إليه أبو عليّ حيث قال في تكسير الصفات (٢): "وزعم أبو زيد (٣) أنَّهم قالوا: كمَّى وأكماء".

قال أبو عليّ: "وزعم غيره -يعني أبا الخطابِ (٤) - أنَّ مثلَه عدوّ وأعداء".

وهذا الجمع على اعتقاد حذف الزيادة منه، ومَنْ قال في جمعه: "كماة" شبه "فعيلًا" بفاعل] (٥) وقال ابن قتيبة (٦) وغيره: هو من كَمَى الشيءَ إذا سترَه، وجعَله "فَعيلًا". بمعنى مفْعول؛ كأنه مَكْميّ أي: مَسْتورٌ، كأنَّ اللَّه يستره بحفظه إيَّاه، ومنْ أمثالِهم: "الشُّجاع مُوقَّى" (٧).


(١) في مجالسه ٢/ ٤٦٣، والرجز للعجاج وهو في ديوانه ٢/ ١٢٤، وتخريجه ٢/ ٤٢٦.
(٢) التكملة ٤٦٧.
(٣) النوادر ٤٤٠.
(٤) هو عبد الحميد بن عبد المجيد شيخ سيبويه. الققطي ٢/ ١٥٧. وينظر: الكتاب ٣/ ٦٣٦.
(٥) من قوله "كيف" حتّى "بفاعل" ساقط من ح.
(٦) هو أبو محمَّد عبد اللَّه بن مسلم بن قتيبة الدينوري، اللّغوي الأديب القاضي، المتوفى سنة ٢٧٦ هـ. الزبيدي ٢٠٠، والقفطي ٢/ ١٤٣.
(٧) أبو عبيد ١١٦، والبكري ١٧٢، والعسكري ١/ ٤٠، والميداني ١/ ٣٦٤، والزمخشري ١/ ٣٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>