للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المعنى أكثر، وهكذا ثبت في "نوادر" أبي زيد: "فأمَّا واحدًا" بالنّصب، وفسَّره، فقال: "تطاوحُها: ترامي بها من كل ناحية. وطاح الشيء: ذهب، أَيْ، أكفيك واحدًا، فإذا كثرت الأَيَادِي فلا طاقة لي بها". [قال أبو الحجّاج: ومثل هذا قول الآخر (١):

إنْ أَجْزُ عَلْقَمَةَ بَنَ سَيْفٍ سَعْيَه … لَا أَجْزِه بِبَلاءِ يومٍ وَاحدٍ

لأَحبَّني حُبَّ الصَّبِيِّ وَرَمَنَّي … رمَّ الَهديِ إلى الغَنِي الواجِدِ

رمَّني: أصلح حالي. والهَديُّ: العَروس. وخصّ زفافها إلى الغني؛ ليكون احتفال أهلها أكثر؛ لئلا تُعَيّر بفقرها] (٢). قال أبو زيد: "ونصبَ "واحدًا" على "كفاك كما تقول: أمَّا درهمًا فأعطاك زيد، وليس نصبه على فعل مضمرٍ، يريد: أن "واحدًا" هنا يعني (٣) به: عرقًا واحدًا، أو قرضًا واحدًا، فوقع "واحدًا"، موقع المفعول الثّاني المحذوف، الذي قامت صفته مُقامه، [والتقدير فيه: فأَمَّا شكري إياك معروفًا واحدًا، ونحو هذا من التقدير] (٤)،


(١) هو المرناق الطائي عند المرزباني، وقال: "أحسبه لقبًا"، وهو فدكي البهراني عند بعض شراح الحماسة، وعند الجوهري "المرناف" بالفاء وفسّره بأنَّه مدكي بن أعبد ونسبه ابن منظور في (لمم) إلى مدكي بن أعبد، وهو فارس بني سعد في الجاهليّة وهو من تميم. "ابن حزم ٢١٧" والبيتان في البيان ٣/ ٢٣٣، والحيوان ٣/ ٤٦٨ ومعجم الشعراء ٤٤٦، وشرح الحماسة للمرزوقي ١٦٥٠ - ١٩٥١ والمنسوب للمعري ١٠٥٨ - ١٠٥٩، والثّاني في اللّسان والصحاح (لمم) برواية "لمني" بدل "رمني" وعلقمة بن سيف العتابي كان شريفا رئيسًا في الجاهلية. "الاشتقاق ٣٣٧".
(٢) ساقط من ح. وتنظر النوادر ٢٥٥.
(٣) "يعني" ساقط من الأصل.
(٤) ساقط من ح، وفيها "فالنصب".

<<  <  ج: ص:  >  >>