مدينة السلام" للخطيب البغدادي المتوفى سنة ٤٦٣ هـ، والذيول عليه لابن السمعاني المتوفى سنة ٥٦٢ هـ، وابن الدبيثي المتوفى سنة ٦٣٧ هـ، وابن النجار المتوفى سنة ٦٤٣ هـ. ومنها أيضًا "تاريخ دمشق" لابن عساكر المتوفى سنة ٥٧١ هـ، و"تاريخ مصر" لابن يونس المتوفى سنة ٣٤٧ هـ، و"تاريخ نيسابور" لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري المتوفى سنة ٤٠٥ هـ، و"تاريخ خوارزم" لابن أرسلان الخوارزمي المتوفى سنة ٥٦٨ هـ. ومن كتب الوفيات: "التكملة لوفيات النقلة" لزكي الدين المنذري المتوفى سنة ٦٥٦ هـ وصلته للحسيني المتوفى سنة ٦٩٥ هـ. ومن كتب الأنساب: كتاب "الأنساب" لأبي سعد السمعاني المتوفى سنة ٥٦٢ هـ. ومن كتب الصحابة كتاب "أسد الغابة" لابن الأثير المتوفى سنة ٦٣٠ هـ. ومن كتب رجال الصحاح والسنن مثل كتاب "تهذيب الكمال في معرفة الرجال" لأبي الحجاج المزي المتوفى سنة ٧٤٢ هـ، و"المعجم المشتمل على أسماء شيوخ الأئمة النبل" لابن عساكر المتوفى سنة ٥٧١ هـ وغيرها. فكانت هذه المختصراتُ المادةَ الرئيسةَ التي كَوَّنَتْ شخصيته العلمية ومعرفته بالعصور السابقة. أما تراجم المعاصرين فَيُعَدُّ الذهبيُّ من بين أحسن الذين كتبوا فيهم، وقد أدرك أهميةَ هذا الأمر فكان كتابه "المعجم المختص بالمحدثين" خير دليل على ذلك، ولا عبرة بعد ذلك بمن انتقده لتناوله التاريخ المعاصر كابن الوردي (١)، لأنَّ هذا هو التاريخ الأكثر أهمية وخطرًا، وهو الذي يعطي المؤرخَ أهميته البالغة بين المؤرخين ويميزه عن غيره.
لقد أنتجت هذه المعرفةُ الرجالية الواسعة مؤلفات كثيرة لعل من أهمها كتابه العظيم "تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام" الذي هو إلى كتب الرجال أقرب منه إلى التاريخ بمفهومه الحديث كما سيأتي بيانه في فصول قادمة، ثم ذلك العدد الضخم من المؤلفات التي سوف نُفَصِّلُ القولَ فيها في فصل آتٍ.
ولعل مما يميز الذهبي عن غيره من بعض مؤلفي كتب الرجال أنه لم يقتصر في تأليفه على عصرٍ معين، أو فئةٍ معينة، أو تنظيم معين، بل تناولت