للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا نازلين حِمى قلبي وإنْ بعُدُوا … ومنصفين وإن صدوا وإن جاروا

ما فِي فؤادي سواكم فاعطفُوا وصِلُوا … وما لكم فِيهِ إلّا حبّكم جارُ

وقد سَمِعَ من أَبِي طاهر السِّلَفيّ وحدَّث عَنْهُ. وبحماة تُوفي فِي رجب، وله خمسٌ وستّون سنة، فِي نصف الشهر (١).

٥٣٣ - محمد بن أحمد بن سعيد، الأديب، مؤيد الدين التكريتي، أبو البركات، الشاعر.

قال الدبيثي (٢): أنشدوني له (٣):

ومن مبلغٌ عني الوجيه رسالةً … وإن كان لا تُجدي إليه الرسائلُ

تمذهبت للنعمان بعد ابن حنبل … وذلك لما أعوزتك المآكل

وما اخترت رأي الشافعي تدينًا … ولكنما تهوى الذي هو حاصلُ

وعما قليل أنت لا شك صائرٌ … إلى مالكٍ فافطن لما أنت قائلُ

٥٣٤ - محمد بن أحمد بن إبراهيم، أبو عبد الله القرشي، الهاشمي، الزاهد، الأندلسي، نزيل بيت المقدس.

كان إمامًا كبيرًا، عارفًا، قانتًا، مخبتًا، من أهل الجزيرة الخضراء.

ذكره ابن خلكان، فقال (٤): له كرامات ظاهرة، ورأيتُ أهل مصر يحكون عنه أشياء خارقة. قال: ولقيت جماعة ممن صحبه وكل منهم قد نما عليه من بركته. وكان من الطراز الأول. صحب بالمغرب أعلام الزهد، وسافر من مصر لزيارة بيت المقدس فأقام به إلى أن توفي.

وقال المنذري (٥): في سادس ذي الحجة، توفي الشيخ الإمام قدوة العارفين أبو عبد الله محمد بن أحمد الهاشمي، الزاهد ببيت المقدس، وهو ابن خمس وخمسين سنة. صحب بالمغرب جماعة من أعلام الزهاد، وقدم مصر، ونفع الله به جماعة كثيرة ممن صحبه، أو شاهده، أو أحبه، وقبره ظاهر يُقصد


(١) ينظر ذيل الروضتين ٣٥ - ٣٦.
(٢) تاريخه ١/ ١٣٧.
(٣) قالها في هجاء الوجيه أبي بكر النحوي لما انتقل من مذهب أبي حنيفة إلى مذهب الشافعي، وقد كان قبل ذلك حنبليًّا.
(٤) وفيات الأعيان ٤/ ٣٠٥.
(٥) تكملة المنذري ١/ الترجمة ٧٥٢.