سمع بمكة من السهروردي. وحدث بالقاهرة، ومات بالإسكندرية في جمادى الآخرة.
٥٢ - سليمان بن المؤيد بن عامر المقدسيّ العقربائي الطبيب، الزَّين الحافظي.
رئيس فاضل، حسن المشاركة في الأدب والعلم، زنديق، خدم الملك الحافظ صاحب جعبر بالطب، وإليه ينسب، ثم خدم الملك الناصر يوسف، وارتفعت منزلته، وأُعطي إمرةً وطبلخاناه من التتار.
حدثني الرشيد الرقي الأديب، قال: كنت أقابل معه في صحاح الجوهري فلما أمروه قلت، وأنشدته:
قيل لي: الحافظي قد أمّروه قلت: ما زال بالعلاء جديرا وسليمان من خصائصه الملـ ـك فلا غرو أن يكون أميرا وقال قطب الدّين: فيها قتل الزين الحافظي بين يدي هولاكو في أواخرها بعد أن أحضره وقال: قد ثبت عندي خيانتك وتلاعبك بالدُّول خدمت صاحب بعلبك طبيباً، وصاحب قلعة جعبر الحافظ، والملك الناصر، فخنت الجميع، ثم انتقلت إلي، فأحسنت إليك، فشرعت تكاتب صاحب مصر وعدّد ذنوبه ثم قتله وقتل أولاده وأقاربه، وكانوا نحواً من خمسين، ضربت أعناقهم.
وكان من أسباب قتله كتبٌ سعى الملك الظاهر في إرسالها إليه من مصر بحيث وقعت في يد هولاكو، وأما خيانته في الأموال وأخذه البرطيل وجناياته في الإسلام فكثيرة، يعني أيام التتار بدمشق، قال: ولم تكن الإمرة لائقةً به.
وللموفق أحمد بن أبي أُصيبعة فيه:
وما زال زين الدّين في كل منصبٍ له في سماء المجد أعلى المراتب أمير حوى في العلم كل فضيلةٍ وفاق الورى في رأيه والتجارب إذا كان في طب فصدر مجالس وإن كان في حرب فقلب الكتائب ففي السلم كم أحيى ولياً بطبه وفي الحرب كم أفنى العدى بالقواضب