٧٤ - يحيى بن منصور بن يحيى بن الحسن، الفقيه أبو الحسين السليماني اليماني المقرئ الشافعي، من أعيان شيوخ القاهرة.
قرأ القراءات على أبي الجود. وتفقه على الشهاب محمد بن محمود الطوسي. وقرأ علم الكلام بالثغر على أبي الحسن البخاري. ولازم الحافظ علي بن المفضل مدة. ودرس بمدرسة قاضي قوص بالقاهرة، وأم بمسجدٍ.
وتوفي في جمادى الآخرة.
٧٥ - يوسف بن حيدرة بن حسن، العلامة رضي الدين أبو الحجاج الرحبي.
شيخ الطب بالشام. له القدم والاشتهار عند الخاص والعام. ولم يزل مبجلا عند الملوك. وكان كبير النفس، عالي الهمة، كثير التحقيق، حسن السيرة، محبا للخير، عديم الأذية.
كان أبوه من الرحبة كحالا، فولد له رضي الدين بجزيرة ابن عمر، وأقام بنصيبين مدة، وبالرحبة. وقدم بعد ذلك دمشق مع أبيه في سنة خمسٍ وخمسين وخمسمائة. ثم بعد مدةٍ توفي أبوه بدمشق، وأقبل رضي الدين على الاشتغال والنسخ ومعالجة المرضى. واشتغل على مهذب الدين ابن النقاش ولازمه، فنوه بذكره وقدمه. ثم اتصل بالسلطان صلاح الدين، فحسن موقعه عنده، وأطلق له في كل شهر ثلاثين دينارا، وأن يكون ملازما للقلعة والبيمارستان. ولم تزل عليه إلى أيام المعظم، فنقصه النصف، ولم يزل مترددا إلى المارستان إلى أن مات.
وقد اشتغل عليه خلقٌ كثيرٌ، وطالت أيامه، وبقي أطباء الشام تلامذته. ومن جملة من قرأ عليه أولا مهذب الدين عبد الرحيم.
قال ابن أبي أصيبعة: حدثني رضي الدين الرحبي، قال: جميع من قرأ علي سعدوا، وانتفع الناس بهم - ثم سمى كثيرا منهم قد تميزوا - وكان لا يقرئ أحدا من أهل الذمة، ولم يقرئ في سائر عمره منهم سوى اثنين؛ أحدهم