عليه، وأدري أنّه ميت، وأسأله عن حاله وعما صار إليه، فكان يقول لي: إلى خير ويسر بعد شدة. فكنت أقول له: وما تذكر من فضل العلم؟ فكان يقول لي: ليس هذا العلم، ليس هذا العلم. يشير إلى علم الرأي، ويذهب إلى أن الذي انتفع به من ذلك ما كان من علم كتاب الله، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
توفي يوم نصف شعبان، ولم يأت بعده قاض مثله، وولد سنة أربع وستين وثلاثمائة.
قال ابن حزم في آخر كتاب الإجماع: ما لقيت أشد إنصافا في المناظرة منه، ولقد كان من أعلم من لقيت بمذهب مالك، مع قوته في علم اللغة والنحو ودقة فهمه، رحمه الله.
٦٨ - عبد الرحمن بن أحمد، أبو سعيد السرخسي.
سمع محمد بن إسحاق القرشي صاحب عثمان بن سعيد الدارمي. روى عنه أبو إسماعيل الأنصاري.
٦٩ - عبد الوهاب بن عليّ بن نصر بن أحمد، القاضي أبو محمد البغدادي المالكي الفقيه.
سمع الحسين بن محمد بن عبيد العسكري، وعمر بن سبنك، وأبا حفص بن شاهين، وكان شيخ المالكية في عصره وعالمهم.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة، لم ألق من المالكيين أفقه منه، ولي القضاء ببادرايا ونحوها، وخرج في آخر عمره إلى مصر، فمات بها في شعبان.
وقال القاضي ابن خلكان: هو عبد الوهاب بن عليّ بن نصر بن أحمد بن الحسين بن هارون ابن الأمير مالك بن طوق التغلبي، من أولاد صاحب الرحبة. كان شيخ المالكية. صنف كتاب التلقين، وهو مع صغره من خيار الكتب، وله كتاب المعرفة في شرح الرسالة، وغير ذلك، وقد اجتاز بالمعرة، فأضافه أبو العلاء بن سليمان، وفيه يقول: