للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت واعظةً، فنسب إليها، وعرف بها.

قلت: وكان فخر الدّين إماماً في التّفسير، إماماً في الفقه، إماماً في اللّغة. ولي خطابة بلده، ودرّس، ووعظ، وأفتى. وقد سمع بحرّان من الشيخ أبي النجيب السّهرورديّ؛ قدم عليهم.

قال الشهاب القوصيّ: قرأت عليه ديوان خطبه بحرّان. وروى عنه الإمام مجد الدّين عبد السلام ابن أخيه، والجمال يحيى ابن الصّيرفيّ، وعبد الله ابن أبي العزّ بن صدقة، والفقيه أبو بكر بن إلياس الرّسعنيّ نزيل القاهرة، والسيف عبد الرحمن بن محفوظ، والشهاب الأبرقوهيّ، والرشيد عمر بن إسماعيل الفارقيّ، سمع منه جزء البانياسيّ وإنّما ظهر بعد موته. مات في صفر.

أخبرنا الأبرقوهي، قال: أخبرنا أبو عبد الله ابن تيميّة، قال: أخبرنا ابن البطّي، قال: أخبرنا عليّ بن محمد الأنباريّ، قال: أخبرنا أبو عمر بن مهديّ، قال: أخبرنا محمد بن مخلد، قال: حدّثنا أحمد بن منصور الرّماديّ، قال: حدّثنا عمرو بن حكّام، قال: أخبرنا شعبة، عن مالك، عن عمرو بن مسلم (١)، عن سعيد بن المسيّب، عن أمّ سلمة، عن النّبيّ ، قال: «من رأى هلال ذي الحجّة، فأراد أن يضحّي، فلا يأخذ من شعره، ولا من أظفاره حتّى يضحّي». رواه مسلم (٢).

توفّي في حادي عشر صفر بحرّان.

وقدم دمشق رسولاً سنة ستمائة، فحدّث بها.

١٣٥ - محمد بن صدقة، أبو عليّ الخطّاط المعروف بالخفاجيّ، الشاعر (٣).

مدح النّاصر لدين الله، وغيره. وعاش إحدى وخمسين سنة. ومات في شوّال ببغداد. فمن شعره:

ضَعُفَ الشَّقيُّ بِكُم لِقُوَّة دائِه … وأَذَلَّه في الحُبِّ عِزُّ دَوائِه

أضحى يُعَالِجُ دُونَ رَمْلَيْ عَالِج … حُرَقًا مِنَ الأشواقِ حَشْوَ حَشَائِه


(١) شطح قلم المصنف فكتب "سُليم".
(٢) مسلم ٦/ ٨٣ و ٨٤، وانظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (١٥٢٣).
(٣) ينظر عقود الجمان لابن الشعار ٦/ الورقة ٨٣.