للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عندئذٍ ولدَى معاينةِ هذه الأهوالِ تَجثُو الأممُ على الرُّكَبِ هلَعاً وفَرَقاً ﴿وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَة﴾ [الجاثية: ٢٨].

قال كعب : والذي نفسي بيده إنَّ لِجهنمَ يومَ القيامةِ لَزَفرةً ما مِنْ ملَكٍ مُقرَّبٍ ولا نبيٍّ مُرسَلٍ إلاَّ يَخِرُّ لركبتيْه حتى إنَّ إبراهيمَ خليلَ الله ليقولُ ربِّ نفسي نفسي، حتى لو كان لك عملُ سبعين نبياً إلى عملِك لظننتَ أنَّك لا تنجو (١).

ونكملُ الأحداث ..

هاهم يقفون في ظلامٍ دامسٍ، وحَرٍّ لاهبٍ، وخوفٍ هالعٍ .. قد نُفكرُ بعقولِنا القاصرةِ فنقولُ أين الأحواضُ؟ لربما يتغافلُ أحدُهم الجموعَ فيغمسُ نفسَه في تلك المياهِ الباردةِ ويروي عطشَه. والذي يظهر من تسلسلِ الأحداثِ أنه أثناءَ تجمُّعِ الخلائقِ وحضورِ جهنمَ وهم في هذه الظلمةِ تُبَدَّلُ الأرضُ غيرَ الأرضِ فيحتمل أن تُرفَعَ مع ذلك الأحواضُ. ويدلُّ على ذلك حديثُ الرسول حينما سأله يهوديُّ: أين يكونُ الناسُ يوم تُبَدَّلُ الأرضُ غيرَ الأرضِ والسماواتُ؟ فقال رسول الله : «هم في الظُّلمةِ دون الجسرِ» (٢) فالأرضُ الجديدةُ بيضاءُ مستويةٌ ليس فيها عَلَمٌ لأحدٍ ولا حوضٌ لنبيٍّ (والله أعلم).


(١) جزء من حديث طويل صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ورقمه ٣٧٠٣.
(٢) صحيح مسلم ج ١/ ص ٢٥٢ ورقمه ٣١٥.

<<  <   >  >>