للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[صفة الميزان]

والميزانُ .. ميزانٌ حسيٌّ له كفَّتان ولسانٌ (١) لو وُزنتْ فيه السمواتُ والأرضُ لوزَنَهنَّ ولذلك فإنَّ الملائكةَ إذا رأتْ عِظَمَ الميزانِ أشفقت على من سيكون الوزنُ من نصيبَهم، قال النبي : «يوضع الميزان يوم القيامة، فلو وُزن فيه السموات والأرض لوسعت، فتقول الملائكة: يا رب! لمن يزن هذا؟ فيقول الله تعالى: لمن شئت من خلقي. فتقول الملائكة: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك» (٢).

هذا الميزان شديد الحساسية .. بالغ الدقة، كيف لا؟ وهو يزن الذرة، وهل تعلم ماهي الذرة؟ قال المفسرون هي الهباءة التي لا وزن لها، وهي في العلم الحديث ولا يتعارض أن يشمل معنى (ولا أصغر من ذلك) تلك الذرة متناهية في الصغر بحيث أن نقطة من النقاط التي تجدها على هذه الحروف تحتوي على بلايين منها. وهنا يظهر مدى عدل الله عزوجل قال تعالى: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ٧ وَمَنْ


(١) انظر لمعة الاعتقاد للمقدسي ج ١ ص ٢٦. وانظر شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي ج ٦ ص ١١٧٣.
(٢) الأحاديث الصحيحة للألباني ورقمه ٩٤١.

<<  <   >  >>