للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا توزن أعمالهم ..

قال ابن القيم: والمقبولُ من العملِ قسمان:

أحدُهما أن يصلِّيَ العبدُ ويعملَ سائرَ الطاعاتِ وقلبُه متعلقٌ باللهِ ﷿ ذاكرٌ للهِ ﷿ على الدوامِ فأعمالُ هذا العبدِ تُعرَضُ على اللهِ ﷿ حتى تقفَ قُبالتَه فينظرُ الله ﷿ إليها فإذا نظر إليها رآها خالصةً لوجهه مَرضيةً قد صدرتْ عن قلبٍ سليمٍ مخلصٍ مُحِبٍّ للهِ ﷿ ومتقرِّبٍ إليه أحبَّها ورضِيَها وقبلَها.

والقسمُ الثاني أن يعملَ العبدُ الأعمالَ على العادةِ والغفلةِ وينويَ بها الطاعةَ والتقربَ إلى اللهِ فأركانُه مشغولةٌ بالطاعةِ وقلبُه لاهٍ عن ذكرِ اللهِ وكذلك سائرُ أعمالِه فإذا رُفعتْ أعمالُ هذا إلى الله ﷿ لم تقفْ تُجاهَه ولا يقعُ نظرُه عليها ولكنْ توضعُ حيث توضعُ دواوينُ الأعمالِ حتى تُعرَضَ عليه يومَ القيامةِ فتُميَّزُ فيُثيبُه على ما كان له منها ويَرُدُّ عليه ما لَم يُرِدْ وجهَه به منها فهذا قبولُه لهذا العملِ إثابتُه عليه بمخلوقٍ من مخلوقاتِه من القصورِ والأكلِ والشربِ والحورِ العينِ وإثابةُ الأولِ

<<  <   >  >>