قال ﷺ:« … وإنِّي لأصُدُّ الناسَ عنه كما يَصُدُّ الرجلُ إبِلَ الناسِ عن حوضِه. قالوا يا رسول الله أتعرفُنا يومئذٍ؟ قال نعم لكم سِيما ليست لأحدٍ من الأممِ تَرِدُون عليَّ غُرّاً مُحَجَّلين من أثرِ الوضوءِ»(١).
في وسطِ الظلمةِ ظلمةِ المكانِ وظلمةِ الأجسادِ التي عليها غَبَرةٌ وترهَقُها قَتَرةٌ يرى هذه الوجوهَ المشرقةَ، والنفوس النيّرة، فيعرفُهم، إنَّهم أفرادُ أمتِه الغرَّاءِ، لطالَما سَمعوا (حيَّ على الصلاةِ) فقاموا يتطهَّرون ووقفوا بين يدي ربِّهم صفوفاً يصلّون، كأنَّهم بنيانٌ مرصوصٌ .. هذه العباداتُ أكسبَهم بِها اللهُ نوراً أبدياً يبقى معهم، تُشرق به وجوههم، ويُضيء لهم الظلماتِ ويُنير لهم الدروبَ .. اللهمَّ اجعلنا منهم .. آمين