للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يَخرجُ منها عُنُقٌ طويلٌ له عينان تُبصران وأُذنان تسمعان ولسانٌ ينطقُ يتطايرُ منها الشرَرُ أسودَ كسوادِ القارِ في عظمِ القلاعِ والقصورِ. ﴿إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ﴾ [المرسلات: ٣٢]. وفي الحديث: «يخرجُ عنُقٌ من النارِ يومَ القيامةِ له عينان يُبصرُ بهما وأذنان يسمعُ بهما ولسانٌ ينطقُ به فيقول إنِّى وُكِّلتُ بثلاثةٍ بكلِّ جبارٍ عنيدٍ وبكلِّ من ادَّعى مع اللهِ إلهاً آخرَ والمصوِّرين» (١).

وأعظمُ من ذلك فإنَّ لها زفيراً وشهيقاً، وإن أقصى ما نعانيه من شدة الحرِّ في أشهُرِ الصيفِ وما يُسببه من وفاة كثير من الناس في هذه الدنيا، لهو زَفْرةٌ من زفراتِ جهنمَ (٢) كما ثبت عن النبي وهو كذلك من بعد ملايين السنين الضوئيةِ فكيف إذا زفرَتْ أمام هذه الحشودِ الهائلةِ لا يحجُبُهم عنها حاجب، .. إنه لولا أن الله قدَّرَ للخلائقِ ألاَّ يموتوا ذلك اليوم لاحترقوا عن بَكرةِ أبيهم.


(١) مسند الإمام أحمد بن حنبل ورقمه ٨٤٣٠ وقال الأرناؤوط إسناده صحيح وذكر نحوه الترمذي وصححه الألباني.
(٢) قال : «قالت النَّارُ رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَأْذَنْ لي أَتَنَفَّسْ فأذن لها بِنَفَسَيْنِ نَفَسٍ في الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ في الصَّيْفِ فما وَجَدْتُمْ من بَرْدٍ أو زَمْهَرِيرٍ فَمِنْ نَفَسِ جَهَنَّمَ وما وَجَدْتُمْ من حَرٍّ أو حَرُورٍ فَمِنْ نَفَسِ جَهَنَّمَ» صحيح مسلم ج ١/ ص ٤٣٢ ورقمه ٦١٧.

<<  <   >  >>