هاهي الخلائق كلها قد اجتمعت في الموقف. يطول الانتظار بهم ويطول ويطول .. والشمس الدانية تكاد تغلي منها رؤوسهم، وجهنم التي تتربص بهم تكاد تلتهمهم لولا أزمّتها التي بيد الملائكة الشداد .. يمنعونها من الانقضاض عليهم.
وهاهم عبدة الأوثان واقفون وجاءت أوثانهم معهم، وعبدة النجوم وعبدة عيسى وعبدة عزير وعبدة فرعون مع فرعونهم وكل معبود وعبدته والأمم بأنبيائها وهذه الأمة الكريمة بمحمدها صلوات ربي وسلامه عليه.
في هذه الأثناءِ وفي هذا الموقفِ الرهيب يتفاوتُ الموحّدون في أحوالِهم وانتظارِهم .. وقد ذكرنا أن كل صاحب خطيئة لم تكفر عنه أو لم يتب منها فإنه يأتي وهو يحملها على ظهره.
ويأتي مانعُ الزكاةِ يَجري رُعباً يَفِرُّ من كنْزِه الذي كان يجمعُ بعد أن رآه وبالاً عليه فقد ربَّاه وسَمَّنه حتى أضحَى وحشاً كاسراً يَسومُه سوءَ العذابِ.