للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ماذا يوضع في الميزان؟ ..

١ - الحسناتُ والسيئاتُ: يأتي الحفَظةُ الذين يكتبون أعمالَ العبادِ يومَ القيامةِ معهم سجلاتُهم تَنوءُ بما فيها فتتحولُ تلك الأمورُ العرَضيةُ إلى أشياء حسيةٍ ملموسةٍ فتظهرُ الحسناتُ في أبْهَى صورةٍ وأجملها، وتبدو السيئاتُ في أسوءِ صورةٍ وأقبحِها.

ووزنُ الحسناتِ يتفاوتُ من عبدٍ لآخَرَ؛ فمن الناسِ من تُوزَنُ حسناتُه الحسنةُ بعشرِ أمثالِها ومنهم من توزن حسنتُه الواحدةُ بأكثرَ من ذلك، ومنهم من تُوزنُ الحسنةُ من حسناتِه بسبعمائةِ ضعفٍ ومنهم من تصلُ إلى ألفيْ ألفٍ وأكثرَ و أكثرَ والله يضاعفُ لمن يشاءُ. ونحن نجدُ ذلك التفاوتَ في الدنيا فقد يصدُرُ العملُ من رجلين ولكنَّ الأولَ يكون معروفاً بين الناسِ بصلاحِه أو شهرتِه بالخيرِ فيحمدُه الناسُ ويُثنون عليه أما الآخَرُ فيعملُ العملَ نفسَه لا يجدُ من الثناءِ والشكرِ ما وجدَه الأولُ لقِصَرِ باعِه وقلةِ إنتاجِه.

وقد يكونُ تضعيفُ الحسناتِ لسببٍ آخرَ فلا يكونُ التضعيفُ بحسبِ صلاحِ العاملِ بل بصلاحِ العملِ ذاتِه، فقد يصعدُ العملُ إلى اللهِ خالصاً لوجهِه من رجلٍ لم يبلغْ من الصلاحِ ما يجعل جميعَ أعمالِه

<<  <   >  >>